أنهى معرض مسقط الدولي للكتاب دورته السادسة عشرة بزحام شهدته الساعات الأخيرة قبل إغلاقه، لينتهي عدد الزوار خلال عشرة أيام عند رقم 800 ألف شخص، شكل الطلبة والطالبات النسبة الأكبر منهم، بزيادة تقدر ب50 ألف زائر عن العام الماضي. وبقيت الشكاوى مستمرة من طرفي معادلة القراءة، فالناشرون يرون أن المعرض في تراجع في مبيعات الكتب على رغم التخفيض في الأسعار المفروض عليهم بنسبة 25 في المئة، فيما اشتكى الزوار من ارتفاع أسعار الكتب. وقال أحد الناشرين إن هذه الشكوى محفوظة ومكررة سنوياً، وتساءل: هل سيعود الناشرون مرة أخرى للمشاركة والإقبال ضعيف ويتراجع عاماً بعد آخر؟. وشارك في معرض هذا العام 500 ناشر ومشارك من 30 دولة عربية وأجنبية منها السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت ومصر ولبنان وسورية والأردن وفلسطين والعراق والمغرب وليبيا واليمن وتونس والجزائر والسودان وإيران وتركيا وألمانيا وبريطانيا وأميركا والهند. واعتبر مدير المعرض يوسف البلوشي أن هذه الدورة ناجحة جداً بشهادة عدد الزوار، خصوصاً في النصف الثاني من فترة إقامته في ظل ظروف استثنائية تعيشها السلطنة كالاعتصامات والاحتجاجات ووقوع مركز عمان للمعارض الى جانب مبنى مجلس الشورى الذي شهد اعتصاماً مفتوحاً. ورأى البلوشي أن نجاح المعرض وحسن التنظيم أكدهما الناشرون والزوار الذين أشادوا بالجوانب التنظيمية، مشيراً إلى انحسار الرقابة إلى أبعد حد وبشهادة الناشرين. واستمر معرض هذا العام على نظام الفترة الواحدة اذ كان يفتتح أبوابه 12 ساعة يومياً تبدأ من العاشرة صباحاً، ما اشتكى منه الناشرون الذين رأوا في استمرارية فترة الظهيرة إرهاقاً لهم مع ضعف في إقبال الزوار. لكن بعض الزوار رأوا أهميتها كونها متنفساً للموظفين المتنقلين يومياً بين ولاياتهم ومحافظة مسقط (مقر العمل)، فيما أكد مدير المعرض جدوى الفترة الواحدة الممتدة، مشيراً إلى أن «الجميع يريد ذلك» بما يحققه من فائدة «لشرائح كثيرة في المجتمع، ويتيح للطلبة القادمين من مناطق بعيدة زيارة المعرض والتزود بالعناوين والإصدارات المختلفة». وشهد المعرض توقيع عدد من الإصدارات العمانية في ثقافة جديدة توسعت في معرض هذا العام مع وجود مجموعة كبيرة من الكتاب العمانيين الذين وقفوا أمام قرائهم لتوقيع إصداراتهم، علماً أن جمعية الكتاب في السلطنة أصدرت خمسة كتب بالتعاون مع البرنامج الوطني لدعم الكتاب العماني، وقدم ملحق «أقاصي» المتخصص بالقصة خمس مجموعات قصصية أصدرها عن دار «نينوى». ولم تجد الفعاليات الثقافية المقامة على هامش المعرض الحضور الكبير المتوقع، ولقيت الأمسيات الشعرية حضوراً أوسع. ويرى البلوشي أنها مهمة ومكملة للمعرض وشاركت فيها مؤسسات المجتمع المدني، مثل «جمعية الكتاب»، واعداً بأن الدورة المقبلة «ستشهد حضور أسماء بارزة في الوطن العربي، في كل المجالات الثقافية» إلى جانب المثقف العماني.