يأمل برشلونة بمواصلة بدايته الجيدة هذا الموسم عندما يستضيف إيبار غداً (الثلثاء) في المرحلة الخامسة من الدوري الإسباني لكرة القدم، في حين يستقبل ريال مدريد ضيفه بيتيس الأربعاء بصفوف كاملة مع عودة نجمه وهدافه البرتغالي كريستيانو رونالدو. وحقّق العملاق الكاتالوني بداية موسم مثالية من خلال تحقيق أربعة انتصارات متتالية في المراحل الأربع الأولى، ويبدو في الطريق إلى انتصار خامس والتغريد منفرداً في الصدارة على حساب إيبار الثالث عشر (6 نقاط). وحقّق برشلونة المتخمة صفوفه بالنجوم العالميين السبت فوزاً صعباً على مضيفه خيتافي (2-1)، لكنه خسر في الوقت ذاته جهود لاعبه الجديد الفرنسي عثمان ديمبيلي الذي أصيب في أحد أوتار فخذه ولن يستطيع اللعب في الشهرين المقبلين قبل كانون الثاني (يناير). وكان برشلونة ضم ديمبيلي الصيف الماضي من بوروسيا دورتموند الألماني في صفقة قياسية، هي ثالث أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم (102 مليون + 42 مليون يورو كمكافآت)، بهدف سدّ الفراغ الذي خلفه رحيل البرازيلي نيمار إلى باريس سان جرمان الفرنسي في أعلى الصفقات (222 مليون يورو). ومن دون نيمار وخليفته الفرنسي، سيجد برشلونة نفسه مرة جديدة منقوص الصفوف، وعليه الانتظار حتى مطلع 2018 لكي يكتمل الثلاثي المكوّن من الأرجنتيني ليونيل ميسي والأوروغوياني لويس سواريز وديمبيلي الذي بدا واعداً جداً في الجولة الأولى من دوري أبطال أوروبا ضد يوفنتوس الإيطالي وصيف البطل إذ سجّل أحد الأهداف الثلاثة (3-صفر). وأسف مدرب برشلونة أرنستو فالفيردي السبت لتعرض مشوار ديمبيلي ل "لفرملة" وتأخّر اندماجه مع المجموعة، وقال "إنها خسارة كبيرة لنا جميعاً لأنه كان في الطريق للاندماج في آلية الفريق". وفي غياب ديمبيلي، سيبحث فالفيردي عن الحلول في كامب نو ضد إيبار إذ يأمل بمتابعة مشواره في البطولة من دون أي تعثّر. وتبقى الخيارات مفتوحة أمام المدرّب الذي سيطول خريفه من دون اللاعب الفرنسي، ويستطيع فالفيردي الاعتماد على الجناح جيرارد دولوفيو كخيار أول، أو على لاعب الوسط الهجومي دينيس سواريز مع دفع ميسي إلى الأمام لمساندة أكبر يقدمها للأوروغوياني سواريز الذي لا يزال حتى الآن مخيباً. ويفتتح المرحلة قبل ساعات من هذا اللقاء فالنسيا الذي يبدو مصمماً على استعادة ألقه السابق بعد خيبة أمل كبيرة استمرت لموسمين متتالين، باستضافة ملقة قبل الأخير. وفالنسيا هو أحد سبعة فرق جمعت حتى الآن ست نقاط، لكن ما يشفع له أنه لم يخسر أياً من مبارياته الأربع الأولى، ففاز في الأولى ثم تعادل في الثلاث الأخرى مع فرق قوية هي ريال مدريد (2-2) وأتلتيكو مدريد (صفر-صفر) وأخيراً ليفانتي (1-1) الذي أرغم الفريق الملكي على التعادل. في المقابل، يستعيد ريال مدريد خدمات هدافه البرتغالي رونالدو، أفضل لاعب في العالم 4 مرات آخرها في العامين الماضيين وأفضل لاعب في أوروبا للموسم الفائت، العائد من الإيقاف لخمس مباريات بسبب دفعه حكم المباراة في ذهاب الكأس السوبر المحلية ضد برشلونة. وظهر رونالدو في ظهوره البسيط خلال شهر الإيقاف متعطشاً للعب وتسجيل الأهداف، وقد تجلى ذلك بتسجيله ثنائية في مرمى أبويل نيقوسيا القبرصي (3-صفر) الأربعاء في دوري أبطال أوروبا. ويرى المدرب الفرنسي للفريق الملكي زين الدين زيدان أن هذه الاستراحة "الإجبارية" للنجم البرتغالي قد تكون "شراً لفعل خير" في بداية موسم غير مستقرة للفريق إذ ستسمح للاعب بأن يكون أكثر نشاطاً في الربيع على غرار الموسم الماضي. واعتبر زيدان "شيئاً فشيئاً، ترتفع قدرته في محاولة للحفاظ على مستواه عند هذا الحد، ثم الاستمرار بالمستوى نفسه حتى نهاية الموسم". وعلى رغم غياب رونالدو، ترك ريال مدريد انطباعاً جيداً خلال فوزه على مضيفه ريال سوسييداد 3-1، لكن بوجوده سيحاول تخطي إنجاز سانتوس ونجمه بيليه (1961-1963) من خلال تسجيل هدف على الأقل في 74 مباراة رسمية متتالية بعد أن عادل هذه السلسلة الأحد (73 مباراة). ولم يستطع أي فريق آخر في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى (إنكلترا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وإسبانيا)، تحقيق مثل هذا الإنجاز، فمنذ نيسان (أبريل) 2016، يسجل ريال مدريد في كل مباراة، وسيحاول رونالدو الأربعاء في المباراة ضد ألافيس تطويل هذه السلسلة. وسيحاول الفرنسي أنطوان غريزمان، هداف أتلتيكو مدريد، إطلاق موسمه بدءاً من اللقاء مع مضيفه أتلتيك بلباو بعد طرده في المباراة الافتتاحية وإيقافه في المباراتين التاليتين. ودوّن غريزمان السبت اسمه في تاريخ القطب الثاني للعاصمة بتسجيل الهدف الأول والوحيد في مرمى ملقة (1-صفر) على الملعب الجديد "واندا متروبوليتانو"، هو الأول له هذا الموسم. ويتعيّن على غريزمان أن يثبت قدراته على ملعب آخر جديد: ملعب سان ماميس، معقل أتلتيك بلباو منذ 2013، والذي سجّل عليه الفرنسي ثلاثية خالدة في الذاكرة عام 2014 عندما كان لاعباً في صفوف القطب الثاني لبلباو ريال سوسييداد. ونشأ غريزمان في صفوف ريال سوسييداد ودافع عن ألوانه من الفئات الدنيا منذ 2005 وبقي حتى انتقاله إلى أتلتيكو مدريد في 2014. واعتبر المدرب الأرجنتيني دييغو سيميوني أن أتلتيكو ينتظر الكثير من هدافه الأربعاء، وقال "نحن في حاجة إليه، وشيئاً فشيئاً سيصبح ذلك اللاعب الحاسم". وتبدو فرصة إشبيلية الثاني (10 نقاط) كبيرة في الحفاظ على مركزه عندما يستضيف الأربعاء لاس بالماس الحادي عشر (6 نقاط). ويلعب الأربعاء أيضاً ليغانيس مع جيرونا، وديبورتيفو لاكورونيا مع ألافيس، والخميس فياريال مع إسبانيول، وسلتا فيغو مع خيتافي، وليفانتي مع ريال سوسييداد.