توقع عاملون في مجال العمرة في السعودية تسجيل خسائر تصل إلى 30 في المئة، بسبب انخفاض عدد المعتمرين القادمين من الدول التي تشهد صراعات سياسية في الوقت الراهن. وقال هؤلاء في حديثهم ل «الحياة» إن غالبية الدول التي تشهد صراعات سياسية توقفت حركة العمرة القادمة منها نهائياً منذ بدء الأحداث، كما حدث مع معتمري تونس وليبيا التي توقفت فيها حملات العمرة نهائياً، وتم الغاء حجوزات المعتمرين التي كان من المتوقع قدومهم في موسم العمرة الاول لهذا العام والذي يصادف ذكرى المولد النبوي. وقال المستثمر في مجال الفنادق المخصصة لاستقبال حملات العمرة في مكةالمكرمة فهد الوذنياني ل «الحياة»: «الأحداث السياسية في الدول العربية اسهمت بشكل كبير في انخفاض حركة العمرة في السعودية، خصوصاً في تونس وليبيا التي تم الغاء حجوزات معتمريها والمتوقع الذين كان متوقع قدومهم خلال موسم العمرة الحالي في السعودية». واضاف: «أما بالنسبة للمعتمرين من مصر والذين يقدر عددهم ب770 الف معتمر سنوياً فنتوقع انخفاض عددهم بنسبة 40 في المئة خلال موسم العمرة لعام 2011». وأكد في الوقت ذاته ان حملات العمرة من تونس والتي يقدر عدد معتمريها ب 30 ألفاً توقفت نهائياً منذ بدء الاحداث السياسية في تونس، ولا نتوقع ان يصل عدد كبير من المعتمرين التونسيين لهذا العام، اذا تقتصر توقعاتنا على قدوم خمسة آلاف فقط خلال مواسم العمرة الثلاثة. وزاد الوذنياني: «حملات العمرة القادمة من ليبيا توقفت بالكامل منذ بدء المظاهرات فيها، إذ تم الغاء جميع الحجوزات للمعتمرين الليبيين والذين يقدر عددهم ب80 الف معتمر ليبي»، موضحاً ان مستقبل تلك الحملات مجهول تماماً خصوصاً مع انقطاع الاتصالات بليبيا منذ بدء الاضطرابات السياسية فيها. وقال: «لا أحد يعلم مصير حملات عمرة الليبيين، خصوصاً أن الغالبية منهم يأتون في موسم العمرة الأول والذي صادف بدء الأحداث لديهم، ما أدى الى الغاء كل حجوزات المعتمرين، إضافة إلى انقطاع التواصل مع شركات العمرة الليبية التي نتعامل معها». واكد الوذنياني ان الصورة غير واضحة بالنسبة للمستثمرين المحليين في مجال العمرة، خصوصاً بما يخص معتمري الدول العربية التي تشهد صراعات سياسية، وقال: «سجلت غالبية الشركات العاملة في مجال العمرة خسائر بالنسبة لموسم العمرة الأول والذي يصادف ذكرى المولد النبوي، اذ اسهمت الصراعات السياسية في توقف حركة العمرة من مصر وتونس وليبيا». وأضاف: «ارتفع عدد المعتمرين من دول اسلامية أخرى تشهد استقراراً سياسياً مثل تركيا التي ارتفع عدد معتمريها في هذا الموسم بما يقارب 10 في المئة، ما أدى إلى تخفيف معدلات الخسائر المتوقعة»، مشيراً إلى ان هنالك تخوفات من استمرار تلك الصراعات لفترة الصيف والتي تشكل الموسم الثاني للعمرة في السعودية، والذي يعتمد بشكل كبير على المعتمرين من دول الشرق الأوسط، خصوصاً أن بعض معتمري الدول الاسلامية لا يفضلون القدوم خلال فترة الصيف لارتفاع درجات الحرارة في الأماكن المقدسة. ورجح الوذنياني أن يسجل قطاع العمرة في السعودية لهذا العام خسائر تتراوح ما بين 25 و30 في المئة، وقال: «لا أحد يعلم ما هي الفترة الزمنية التي ستسمر فيها الصراعات السياسية في دول الشرق الاوسط، وفي الغالب ستأخذ وقتاً طويلاً، خصوصاً أنها تتعلق بتغيرات كبيرة على المستوى المحلي لتلك الدول، وإجراء انتخابات، ما سيؤثر بشكل مباشر كبير في قطاع العمرة لدينا في السعودية. من جهته، أكد رئيس لجنة الحج والعمرة في الغرفة التجارية الصناعية في مكةالمكرمة سعد القرشي فتح باب استقبال المعتمرين من مصر السبت المقبل، وقال ل «الحياة»: «سيبدأ العمل في استقبال طلبات المعتمرين من مصر مع بداية الأسبوع الجاري، في حين ان مصير المعتمرين في بعض الدول العربية التي تشهد صراعات سياسية غير معروف حتى الآن». وأضاف: «التوترات السياسية داخل ليبيا اسهمت في عدم قدوم المعتمرين الليبيين الذين كان من المتوقع قدومهم خلال الشهر الماضي، ولا نعلم ما هو مصير هؤلاء المعتمرين في ظل عدم وضوح الرؤية لما يحدث لديهم». وأشار إلى صعوبة التوقع بخسائر لموسم العمرة لهذا العام، وقال: «الموسم لا يزال في بداياته ومن الصعب التوقع بما سيحدث في المستقبل، فالأمور تتوقف على تطور الأوضاع الداخلية في الدول العربية». ولفت إلى أن هناك توقفاً لقدوم المعتمرين من تونس، خصوصاً أن التعاقد لحملات المعمرة كان يتم عن طريق الحكومة والآن ليس معروفاً كيف سيكون الوضع في المستقبل مع الحكومة الجديدة. ولفت إلى ان حركة العمرة في السعودية جيدة، خصوصاً مع توافد معتمرين من دول اسلامية عدة وعربية لا تعاني توتراً في أوضاعها السياسية.