بدأ معدل الجوع في العالم بالارتفاع مجدداً ليؤثر في 815 مليون شخص خلال العام 2016 أي ما يمثل 11 في المئة من سكان العالم بعد أن شهد انخفاضاً مطرداً خلال العقد الماضي، وفق ما أكد تقرير حديث للأمم المتحدة أمس (الجمعة). ويظهر تقرير «حالة الأمن الغذائي والتغذية للعام 2017» الذي نشره موقع الأممالمتحدة، أن 38 مليون شخص إضافي تأثروا بالجوع مقارنة بالعام 2015، وذلك نتيجة لانتشار النزاعات المسلحة والصدمات المناخية. وأشار إلى أن أشكالاً متعددة من سوء التغذية باتت تهدد صحة الملايين في أنحاء العالم. وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو) جوزيه غرازيانا دا سيلفا ورئيس الصندوق الدولي للتنمية الزراعية جيلبير انغبو والمدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي في مؤتمر صحافي مشترك لإطلاق التقرير في روما أمس: خلال العقد الماضي زاد عدد النزاعات بشكل كبير وأصبحت أكثر تعقيداً وتداخلاً، مؤكدين أن أكبر نسبة من أعداد الأطفال الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي ونقص التغذية يتركزون الآن في مناطق النزاع. ولفتوا إلى أن المجاعة ضربت أجزاء من جنوب السودان مطلع هذا العام، كما ترتفع مخاطر تكرار حدوثها هناك وظهورها في مناطق أخرى متأثرة بالنزاع خصوصاً شمال شرقي نيجيريا والصومال واليمن. ولكن وحتى في المناطق التي يسودها قدر أكبر من السلام، فإن موجات الجفاف أو الفيضانات المرتبطة بظاهرة النينيو المناخية إضافة الى تباطؤ الاقتصاد العالمي قد أدت إلى تدهور أمن الغذاء والتغذية، بحسب رؤوساء الوكالات. وأشار دا سيلفاً إلى أن «التقرير يعد أول تقييم عالمي تنشره الأممالمتحدة حول الأمن الغذائي والتغذية بعد تبني أجندة 2030 للتنمية المستدامة». وقال: «يحدث هذا بعد عامين فقط من التزام كل البلدان بالقضاء على الجوع والفقر المدقع بحلول العام 2030. تدهورت حالة الأمن الغذائي في العالم، لا سيما في أجزاء من أفريقيا خصوصاً في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجنوب شرقي آسيا وغرب آسيا أيضاً. كان ذلك أكثر وضوحاً في حالة الصراعات، خصوصاً حيث يوجد هذا المزيج من الصراعات والجفاف والفيضانات». وأوضح بيزلي أن «التقرير يوضح أن النزاع الذي يفاقمه التغير المناخي، هو أحد الأسباب الرئيسة للزيادة الجديدة في معدلات الجوع وأشكال سوء التغذية العديدة». وأضاف: 80 في المئة من نفقات البرنامج تقع في مناطق نزاع من صنع الإنسان، ما يؤدي إلى إهدار أموال التنمية. إننا نرى الآن ونفهم بوضوح تام أن الصراع الذي يتسبب فيه الإنسان يخلق الأزمات والجوع والمجاعة ويمزق المجتمعات». وتابع: «لا يساورني أدنى شك لو أننا لم نعمل معاً في منظمة الفاو والصندوق الدولي للتنمية الزراعية وبرنامج الأغذية العالمي، بنجاح كبير، لازدادت الأرقام سوءاً إلى حد كبير." ويشير التقرير إلى أن حوالى 155 مليون طفل دون سن الخامسة يعانون من التقزم، أي أنهم أقصر قامة من أقرانهم من نفس العمر، بينما يعاني 52 مليون طفل من الهزال ما يعني أن وزنهم يقل كثيراً نسبة إلى طولهم. ويعاني حوالى 41 مليون طفل من زيادة الوزن. كما بات انتشار فقر الدم بين النساء وسمنة البالغين مصدر قلق. وتنجم هذه التوجهات ليس فقط عن النزاع والتغير المناخي، بل عن التغيرات الكبيرة في العادات الغذائية والتباطؤ الاقتصادي.