أصدر "المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية" الإثنين الماضي تقريراً عن مؤشر الجوع العالمي لعام 2015، بيّن فيه أن الصراعات المسلحة من الأسباب الرئيسة للجوع في مختلف أنحاء العالم. وقال المعهد في بيان له إن الدول ذات النسب الأعلى في المؤشر هي تلك التي تجري فيها حروب او خرجت من حروب، موضحاً أن الدول ذات النسب الأسوأ هي تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى وزامبيا التي تشهد صراعات وعدم استقرار سياسي في السنوات الأخيرة. في المقابل تراجعت في شكل ملحوظ مستويات المجاعة في دول مثل أنغولا وأثيوبيا ورواندا منذ نهاية حروبها الأهلية. وذكر التقرير أن 600 ألف شخص قضوا نحبهم في مجاعات منذ بدء الألفية الثالثة، بينما يبلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من الجوع حالياً 795 مليوناً. وأوضح التقرير إنه يوجد 172 مليون شخص في مناطق تعاني من الصراعات المسلحة في مختلف أنحاء العالم، وإنه منذ بداية الألفية الثانية تراجع عدد الأشخاص الذي يعانون من الجوع على مدى ال 15 عاماً الماضية، وانخفضت نسبة الذين يعانون من سوء التغذية من 18.5 في المئة إلى 13.1 في المئة. وانخفض تأخّر النمو المرتبط بالمجاعات بين الأطفال من 37.5 في المئة الى 28.2 في المئة منذ العام 2000، بينما تراجعت وفيات الأطفال دون الخامسة من 8.2 في المئة إلى 4.9 في المئة. ووفق التقرير تحسّن الوضع في بعض مناطق العالم مثل أميركا الجنوبية وآسيا وشرق أوروبا، بينما في 52 دولة في العالم مازال الوضع خطيراً أو شديد الخطورة، وخصوصاً أفريقيا وجنوب آسيا اللتين ما زالتا تعانيان من المجاعات. وشملت قائمة الدول العشر الأكثر تضرراً من الجوع في العالم: تيمور الشرقية، سيراليون، هايتي، مدغشقر، أفغانستان، النيجر واليمن، اذ تصنّف هذه الدول في الفئة "الخطيرة" أو "المثيرة للقلق". وللدول العربية نصيب من التقرير، اذ احتل اليمن قائمة الدول العربية العشر التي تعاني مستويات "خطيرة" أو "مثيرة للقلق" من الجوع، وفقاً لما نقلته "سي إن بي سي" الأميركية، يليه العراق ومصر والمغرب والجزائر ولبنان والأردن وتونس. ولم يذكر التقرير دولاً مثل جنوب السودان وجمهورية الكونغو الديموقراطية وسورية، بسبب عدم التمكن من جمع معلومات موثوقة عنها. واعتمد المؤشر على دارسة أربعة معايير في الدول النامية وهي: نسبة السكان الذين يعانون من نقص التغذية، ونسبة الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من الهزال، ونسبة الأطفال دون سن الخامسة الذين يعانون من التقزم، ومعدل وفيات الأطفال دون سن الخمس سنوات. وذكر المدير العام ل "منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة" (فاو) جوزيه غرازيانو دا سيلفا في تصريح سابق، أن من الممكن القضاء على الجوع في العالم بحلول العام 2030 في حال استثمار 267 بليون دولار في السنة الواحدة خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة. وأضاف أنه "في حال جرى الحفاظ على الوضع الراهن، فإن 650 مليون شخص إضافي سيعانون من الفقر في 2030».