أكدت وسائل إعلام رسمية في ميانمار أمس، أن الصين تدعم الحملة الأمنية على متمردي الروهينغا، لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف الحملة التي أجبرت حوالى 400 ألف شخص على الفرار إلى بنغلادش بأنها «تطهير عرقي». وأطلق جيش ميانمار حملته في ولاية راخين غرب البلاد بعد سلسلة من الهجمات على نقاط أمنية ومعسكر للجيش في 25 آب (أغسطس) الماضي، أسفرت عن مقتل حوالى عشرة أشخاص. ونقلت صحيفة «غلوبال نيو لايت أوف ميانمار» الرسمية أمس، عن السفير الصيني هونغ ليانغ قوله خلال لقاء مع مسؤولين بارزين إن «موقف الصين تجاه الهجمات الإرهابية في راخين واضح. هذا ما هو إلا شأن داخلي». وأضاف أن «الهجمات المضادة التي تشنها قوات أمن ميانمار على الإرهابيين المتطرفين وتعهدات الحكومة بتقديم العون للناس محل ترحيب شديد». وتتنافس الصين مع الولاياتالمتحدة على النفوذ في ميانمار التي بدأت في عام 2011 الخروج من حكم عسكري صارم استمر نحو 50 سنة وكذلك من عزلة ديبلوماسية واقتصادية. وهذا الأسبوع، دعت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى حماية المدنيين. وأصبح العنف في راخين، ورحيل سكانها من الروهينغا المسلمين، أكبر مشكلة ملحة تواجه أونغ سان سوتشي الحائزة على جائزة نوبل للسلام منذ قيادتها البلاد العام الماضي. ودعا منتقدوها إلى تجريدها من جائزة نوبل لعدم بذلها جهودا لوقف العنف. ومن المقرر أن تلقي خطابا يوم الثلثاء المقبل. وحش الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن، ميانمار الأربعاء على إنهاء العنف الذي قال غوتيريش إن أفضل وصف له هو التطهير العرقي. وأضاف في مؤتمر صحافي في نيويورك: «عندما يضطر ثلث السكان الروهينغا إلى الفرار من البلاد فهل يمكنكم العثور على كلمة أفضل لوصف ذلك؟». وتشدد الحكومة على أنها تستهدف «إرهابيين» فيما يقول لاجئون إن الحملة الأمنية تهدف إلى طرد الروهينغا من ميانمار ذات الغالبية البوذية. وأحرقت قرى كثيرة للروهينغا في شمال ولاية راخين لكن السلطات تنفي ضلوع قوات الأمن أو السكان البوذيين في ذلك. وتتهم الحكومة المتمردين بإشعال الحرائق. وأعلنت الحكومة أن الحرائق أشعلت في 45 موقعاً، ولم تقدم تفاصيل. لكن ناطقاً قال إن سكان 176 قرية من أصل 471 قرية في شمال راخين هجروها وإن البعض على الأقل رحل عن 34 قرية أخرى. وأضاف الناطق زاو هتاي أن السكان الفارين إلى بنغلادش إما على صلة بالمتمردين أو نساء وأطفال يفرون من الصراع. ووفقاً للأرقام الحكومية، قتل 432 شخصاً متمردون بغالبيتهم منذ 25 آب. وتفيد حكومة بنغلادش بأنها عثرت على 100 جثة على الأقل في نهر على الحدود وشواطئ قريبة وكان على بعضهم أثار جروح. وقال مراسل في بنغلادش إن الدخان كان يتصاعد من موقعين على الأقل على الجانب الآخر من الحدود مع ميانمار. ولم يكن واضحاً ما الذي يحترق. وعقد مجلس الأمن اجتماعاً مغلقاً الأربعاء، بناء على طلب من السويدوبريطانيا لمناقشة الأزمة وذلك للمرة الثانية منذ اندلاعها، واتفق الأعضاء على إدانة الوضع علناً. وعبر المجلس عن «قلقه في شأن التقارير التي تحدثت عن العنف المفرط خلال العمليات الأمنية ودعا إلى اتخاذ خطوات فورية لوقف العنف في راخين وعدم تصعيد الوضع وإعادة بسط القانون والنظام وضمان حماية المدنيين وحل مشكلة اللاجئين». وقال ماثيو رايكروفت سفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة إنها أول مرة منذ تسع سنوات يتفق فيها المجلس على بيان في شأن ميانمار. ويتطلب مثل هذا البيان موافقة بالإجماع، وعادة ما كانت تحمي روسياوالصين ميانمار من أي إجراء.