اعتبر وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير ان الإعانات الاجتماعية «السخية» لطالبي اللجوء في بلاده لا تساهم في تحسين أوضاع المهاجرين، داعياً الى «توحيد نظام اللجوء في أوروبا». تأتي تصريحات دي ميزيير قبل أسبوعين من الانتخابات النيابية في ألمانيا، والتي تشكّل فيها الهجرة ملفاً أساسياً، علماً أنه يقف، بإيعاز من المستشارة أنغيلا مركل، وراء شروط صعبة لاستقبال المهاجرين، منذ تدفق اكثر من مليون شخص على البلاد عامَي 2015 و2016. ودي ميزيير عضو في حزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي بزعامة مركل، والذي يُرجّح أن يحقّق فوزاً مريحاً في الانتخابات المرتقبة في 24 الشهر الجاري، على رغم خسارته أصواتاً لمصلحة حزب «البديل من أجل ألمانيا» المناهض للهجرة والذي يُتوقّع أن ينال 11 في المئة من الأصوات في الاقتراع، وأن يدخل البرلمان الاتحادي للمرة الأولى. وبدا أن دي ميزيير يستهدف الناخبين القلقين من تدفق المهاجرين، علماً أن اللاجئ الذي يصل بمفرده الى ألمانيا يحصل على مكان إقامة وقد يتلقى اكثر من 390 يورو شهرياً، لتغطية نفقاته الأساسية. وقال لصحيفة «راينيش بوست» الإقليمية: «التقديمات للاجئين في ألمانيا مقارنة ببقية أنحاء أوروبا، كبيرة الى حد ما. انها جزء من الأمور التي لا تساهم في تحسين الأوضاع. ألمانيا هي البلد الذي يريد معظم (اللاجئين) العيش فيه، لأن شروطنا لدرس (طلبات اللجوء وقبولها) وإعاناتنا للاجئين سخيّة مقارنة بالدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي». وأضاف: «ما نريده في المرحلة المقبلة هو توحيد نظام اللجوء في أوروبا، ونتفاوض الآن على ذلك في الاتحاد. لا يمكن أن تكون المعايير مختلفة في شكل كبير، في رومانيا وفنلندا والبرتغال وألمانيا». لكن حزب الخضر وحزب «دي لينكي» اليساري الراديكالي انتقدا تصريحات دي مزيير، اذ اعتبر القيادي في «دي لينكي» يان كورتي ان الوزير يسعى الى «تشويه حق اللجوء». اما رئيسة لائحة حزب الخضر في الانتخابات كاترين غورينغ إيكارت فشددت على ان التقديمات الممنوحة للاجئين «لا يمكن خفضها الى ما دون الحدّ الأدنى الضروري»، معتبرة ان حزب مركل «مستعد لكل شيء في السباق» الانتخابي.