عندما يعتلي الرئيس الأميركي باراك اوباما المنصة «اليوم» في القاهرة، ليلقي خطابه المنتظر والموجه إلى العالم الإسلامي، سيقف أمامهم قائداً أميركياً لأبٍ أفريقي مسلم، ترعرع لفترةٍ من حياته في اندونيسيا – أكبر تعداد سكاني لدولة مسلمة في العالم- وصقل موهبته السياسية في الينوي التي يقطنها مجتمع إسلامي كبير. إنها سياسة «السيرة الذاتية» والتي أصبحت يوماً بعد يوم مرادفاً للخطة الرئاسية لاوباما. الرسالة التي يأمل اوباما بإيصالها للعالم الإسلامي، والتي تم رسم معالمها من مستشاريه قبيل رحلته للشرق الأوسط، ستتركز على الأسلوب القصصي نفسه، وهي الموهبة التي سخرها اوباما لكسب أصوات مؤيديه، منذ السباق الانتخابي الذي خاضه سابقاً في بلاده. الآن ومع رغبة اوباما في تكوين علاقات جديدة مع العالم الإسلامي، وهو الذي شكك دائماً بالدوافع الأميركية، يدرك اوباما وبديبلوماسية شخصية شديدة، أن أفضل طريقة لكسب أصدقاء للولايات المتحدة، هي كسبهم كأصدقاء شخصيين له. يقول مستشار الأمن الوطني للاتصالات الإستراتيجية دينيس ماكدوناو: «الحقيقة ان ما خاضه الرئيس (اوباما) من تجربة إسلامية على الصعيد الشخصي، في ثلاث قارات مختلفة – أفريقيا، آسيا، أميركا - قبل زيارته لقلب العالم الإسلامي، هو ما سيخدمه في هذه المهمة». ويضيف ماكدوناو: «ان الرئيس يرى حاجة ملحة للتغيير، في ما يخص طريقة إشراك الولاياتالمتحدة حلفاءها في القرارات الدولية». يقول الخبراء ان اوباما خلال هذه الزيارة لن يحمل في حقيبته السياسية مقترحات سياسية مفصلة، بل عوضاً عن ذلك، سيحمل لفتة إنسانية لتجارب مشتركة واحترام متبادل. وكان اوباما ذكر في هذا الشأن قبيل رحلته إلى الشرق الأوسط: «أرغب أن أستغل هذه المناسبة لإيصال رسالة أشمل وأعمق، حول قدرة الولاياتالمتحدة على تحسين علاقاتها مع العالم الإسلامي. هذا يتطلب، باعتقادي، اعترافاً من كلا الجانبين ببعضهما البعض، يؤدي في نهاية الأمر إلى تفاهم متبادل وإمكان التوصل لحلولٍ مشتركة». تلك الحلول المشتركة التي طالما شكلت حلماً صعب المنال خلال الأعوام الماضية. احتلال العراق الذي قادته الولاياتالمتحدة، صور التعذيب لفضيحة سجن «أبو غريب»، وعجز حكومة بوش عن وقف النزيف في العلاقات الفلسطينية-الإسرائيلية، كلها عوامل زعزعت ذلك الحلم لفترة طويلة... حتى الآن. ترجمة ريم المطلق