الكثير من المصريين الذين لم تتح لهم المشاركة في ثورة 25 كانون الثاني (يناير) لسبب أو لآخر، توافدوا على ساقية عبدالمنعم الصاوي في حي الزمالك في القاهرة لزيارة معرض «الثورة» الذي يضم صوراً حية تتحدث عن لحظات وتفاصيل الثورة. نظمت المعرض مجموعة من الشباب وشارك فيه 100 مصور من المحترفين والهواة من الذين حملوا كاميرتهم الخاصة وتجولوا وسط الميادين والشوارع التي غصت بالمتظاهرين لتسجيل تلك اللحظات التاريخية من عمر الوطن. وهو أول معرض جماعي يوثق وقائع وأحداث ثورة الشباب والتفاعل معها، بدءاً من انطلاق التظاهرات في 25 كانون الثاني، مروراً ب «جمعة الرحيل» ووصولاً إلى الاحتفالات بنجاح الثورة بعد إعلان تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك. ويتجول زائرو المعرض بين أكثر من 300 صورة تحمل مشاهد الاشتباكات التي وقعت يوم «جمعة الغضب» من إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع أو الرصاص المطاطي والحي على المتظاهرين وأخرى تظهر الوجه المشرق والاحترام المتبادل بين الجيش المصري والمتظاهرين، ولا يخلو البعض الآخر من الحس الفكاهي والعبارات الساخرة التي كتبت على لافتات حملها المحتجون. ويوضح محمد عبود، أحد منظمي المعرض، ان الإعداد للمعرض انتهى في وقت وجيز، وتلقت اللجنة المنظمة آلاف الصور من محافظات مصرية عدة، كالاسكندرية وبورسعيد، إلى جانب القاهرة وتحديداً ميدان التحرير، وحرص المنظمون على ألا يزيد عدد مشاركات المصور الواحد على خمس صور. ويشير إبراهيم المصري، مخرج أفلام تسجيلية ومؤسس مجموعة «المصري لما يصوّر»، إلى أنه حرص على حض الشباب عبر موقع «فايسبوك» على كسر حاجز الخوف والنزول إلى الشارع خلال الثورة لرصد هذه الأحداث بعدسة الكاميرا... حتى تكون شاهدة على التاريخ، فضلاً عن أنه نظّم معرضاً في قلب ميدان التحرير ضم 120 صورة شاهدها الجمهور يوم جمعة الاحتفال.