دعا أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، إلى إنهاء كارثة الانقلاب المستمر في قطاع غزة منذ عشر سنوات، مؤكدا أن مواصلة الانقلاب يعني استمرار الكارثة السياسية والإنسانية للشعب الفلسطيني. وشدد عريقات على أن الانقلاب الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة شكل وما زال تهديداً حقيقياً على المشروع الوطني الفلسطيني، ولا بد من إنهائه من خلال تمكين حكومة الوفاق الوطني من ممارسة صلاحياتها ومسؤولياتها في قطاع غزة وفقاً للقانون الأساسي الفلسطيني، والعودة إلى إرادة الشعب من خلال إجراء انتخابات عامة بأسرع وقت ممكن. مشاورات في القاهرة يأتي ذلك في وقت، قال مقربون من القيادي السابق في حركة فتح: محمد دحلان، ومسؤولون في حركة «حماس» إن تقاربا غير مسبوق في العلاقة بين الطرفين جرى خلال لقاءات بعيدة عن وسائل الإعلام عقدت الأسبوع الماضي في العاصمة المصرية القاهرة جرى خلالها بحث الأوضاع في قطاع غزة. وبحسب المصادر ذاتها فإن لقاء استمر نحو ساعتين عقد بين دحلان والزعيم الجديد لحركة «حماس» يحيى السنوار، كما عقدت 4 اجتماعات بين مساعدين لدحلان والسنوار جرى خلالها بحث مجمل التطورات في قطاع غزة، وذلك على هامش اجتماعات عقدتها المخابرات العامة المصرية مع وفد «حماس». وأوضح المقرب من دحلان، سمير المشهراوي، أن اللقاءات تناولت ملفات شائكة، بما فيها معاناة الشعب الفلسطيني، لاسيما في قطاع غزة، والمساعدات الإنسانية، وإعادة الإعمار، فضلا عن عدد آخر من الملفات. إعادة الإعمار وفيما لم يتم نشر التفاهمات التي تم التوصل إليها بين الطرفين بشأن قطاع غزة، غير أن مصادر فلسطينية قالت إنها تتعلق بالكهرباء في غزة ومعبر رفح الحدودي مع مصر والمعابر البرية مع إسرائيل. وفي هذا الصدد، نقل السفير عدلي صادق عن دحلان قوله له «معلوم أن حجم التدمير الذي وقع في غزة وتراكم عبر السنوات، ضخم وهائل، وأن المعالجة تحتاج وقتاً طويلا»، مشيرا إلى أن البدء سيكون بخطوات إغاثية، من أهمها نقل الوقود سريعاً إلى محطة كهرباء غزة بسعر معتدل، وتجديد خطوط النقل المهترئة للكهرباء من مصر، بهدف توفير احتياجات غزة التي تبلغ 550 ميغاوات. وأشار نقلا عن دحلان إلى أن «عمق التوافق الذي حدث، حل العقدة الكبرى التي تقف حجر عثرة أمام أي محاولة للبدء بخطة تنموية لغزة تشمل عدة قطاعات، وهذه تحتاج إلى اعتمادات مالية هائلة سنعمل على توفيرها بالتدريج، بمساعدة المناخ الوطني الجديد». ويأتي هذا التقارب بين دحلان وحماس في الوقت الذي بدأ فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالضغط على حركة (حماس) من أجل التخلي عن سيطرتها على قطاع غزة لصالح السلطة الفلسطينية.