أعلنت وزارة الدفاع الروسية مقتل 40 مسلحاً بينهم قياديان في تنظيم «داعش» في غارة استهدفت احد مراكز القيادة للتنظيم. وشدد وزير الخارجية سيرغي لافروف على مواصلة العمليات العسكرية ل «القضاء على الارهابيين وعدم السماح بانتقالهم الى اماكن اخرى». وافاد بيان عسكري بأن الطيران الروسي شن الغارة بناء على معلومات افادت بترتيب اجتماع لقياديين في التنظيم في احد مراكز القيادة في ريف دير الزور، واستخدمت طائرتان مقاتلتان من طراز «سوخوي» قنابل خارقة للتحصينات، ما أسفر عن تدمير المركز ووحدات اتصال تابعة له، وقتل نحو 40 عنصرا كانوا بداخله. وبحسب المعطيات الروسية فإن اثنين على الاقل من ابرز رموز التنظيم قتلا في الغارة، هما امير منطقة دير الزور أبو محمد الشمالي المسؤول عن الشؤون المالية و «وزير الحرب» غل مراد حليموف. وافادت معطيات نشرتها وسائل اعلام روسية بأن الاخير قد يكون نقل الى بلدة موحسن على بعد عشرين كيلومتراً من موقع الغارة، بعد تعرضه لاصابة بالغة. ولفتت الى ان حليموف كان قائداً في الشرطة الخاصة في طاجكستان، وانضم قبل عامين مع 6 من زملائه إلى تنظيم «داعش»، وشغل منصب «وزير الحرب» في التنظيم بعد مقتل أبو عمر الشيشاني قبل شهور. وتولى أبو محمد الشمالي بعد انتقاله من تنظيم «القاعدة»، ملف الدعم اللوجستي، وساهم في نقل المسلحين الى سورية من تركيا وبلدان أوروبية وافريقية وعربية. وهذه ثاني غارة كبرى تستهدف البنى التحتية للتنظيم في دير الزور خلال اسبوعين، وكانت موسكو اعلنت مقتل 200 عنصر من «داعش» في غارة استهدفت قافلة تحمل آليات واسلحة. في غضون ذلك، أكد عضو لجنة الامن والدفاع في مجلس الفيدرالية (الشيوخ) الروسي فرانس كلينتسيفيش ان مروحيات تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن، قامت بنقل «زعماء حرب متنفذين في داعش من دير الزور نهاية الشهر الماضي». وكان التحالف نفى صحة معطيات بهذا الشأن نقلت عن مصادر «ديبلوماسية– عسكرية» روسية انه تم اجلاء 22 عنصرا من «داعش» بمساعدة اميركية. وأوضحت المصادر ان «مروحية تابعة للقوات الجوية الأميركية قامت ليلة 26 آب (أغسطس) بإجلاء قياديين اثنين من أصول أوروبية، برفقة أفراد عائلتيهما من المنطقة التابعة لبلدة الطريف في ريف مدينة دير الزور. وبعد يومين نفذت القوات الأميركية عملية أوسع بإجلاء حوالى 20 قيادياً آخرين من التنظيم، من منطقة البوليل جنوب غربي دير الزور، ونقلتهم إلى شمال سورية. وكتب كلينتسيفيش امس على صفحته في «فايسبوك»، ان «مسألة قيام طائرات هليكوبتر تابعة للتحالف الدولي بقيادة واشنطن بإجلاء بعض قادة مسلحي «داعش» من دير الزور هي واقعة ثابتة مئة في المئة». واشار الى ان «كل هذه السنوات من الخبرة في أعمال الولاياتالمتحدة وسلوكها، بما في ذلك في أفغانستان، تقنعنا وتؤكد لنا أن كل هذا حدث في الواقع 100 في المئة، وأنا كشخص شارك في الحرب في أفغانستان، أستطيع أن أؤكد مشاركة الأميركيين المباشرة إلى جانب الأصوليين المتشددين. كنا نشعر بهذا باستمرار». الى ذلك، شدد وزير الخارجية الروسي امس على «اهمية مواصلة العمليات العسكرية في سورية حتى القضاء تماماً على الارهابيين» ودعا خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي جان ايف لودريان الى «ضرورة إلحاق هزيمة نهائية بقوات الإرهابيين في سورية وعدم السماح بانتقالهم الى أوروبا وآسيا وروسيا»، مشيرا الى ان بلاده «تشاطر باريس المخاوف من ظهور تهديدات جديدة اذا انتقلت فلول الارهابيين الى مناطق اخرى». وقال لافروف: «يجب سحق الإرهابيين. لا يجوز أن نسمح لهم بالتواري عن الأنظار». وكان الوزيران ناقشا الملف السوري، واكد لافروف موقف بلاده حيال التحقيق في استخدام السلاح الكيماوي في سورية، منتقداً تقريراً اممياً اتهم دمشق باستخدام اسلحة كيماوية في هجوم خان شيخون. وشدد على انه «لا يمكن الوصول الى استنتاجات نهائية من دون زيارة موقع الحادث». وفي تأكيد جديد لتغير في الموقف الفرنسي حيال الوضع في سورية كرر لودريان التشديد على ان باريس لا تضع رحيل الرئيس السوري بشار الاسد شرطاً مسبقا لاطلاق عملية سياسية وبدء المرحلة الانتقالية. في الاثناء، اكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ان بلاده تصر على اجراء «تحقيق غير منحاز وغير مسيس في حالات استخدام المواد السامة في سورية» وقال خلال لقاء مع إدموند موليه رئيس آلية التحقيق المشتركة باستخدام «الكيماوي» ضرورة قيام الخبراء الدوليين بزيارات ميدانية الى بلدة خان شيخون وقاعدة الشعيرات الجوية التي يُشتبه بأن غاز السارين الذي استخدم في خان شيخون كان يخزن فيها. واعتبرت الخارجية الروسية أن زيارة الموقعين «يجب أن تكون جزءاً لا يتجزأ من عمل آلية التحقيق المشتركة». في غضون ذلك، أشادت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بشأن الملف السوري ب «تعزيز التطورات الإيجابية ميدانياً في سورية» ودعت الى «انضمام شركاء روسيا في العالم الى جهود موسكو الرامية إلى تجاوز الكارثة الإنسانية وقبل كل شيء في المناطق التي كانت خاضعة لفترة طويلة لسيطرة تنظيمات إرهابية وكذلك في مناطق تخفيف التوتر». وأشارت الديبلوماسية الروسية إلى استعداد الشرطة العسكرية الروسية لتأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى مناطق بتخفيف التوتر. واشارت الى ان الجولة السادسة من المفاوضات السورية التي تجري في آستانة في يومي 14 و15 ايلول (سبتمبر) ستبحث المسائل المتعلقة بإقامة مناطق تخفيف التوتر وكذلك تعزيز الهدنة وزيادة المساعدات الإنسانية والعمل على إزالة الألغام. وأكدت زاخاروفا أن «روسيا ستواصل التنسيق مع حكومة سورية الشرعية لمكافحة الإرهابيين بلا هوادة». وكانت وزارة الدفاع الروسية اعلنت في وقت سابق امس ان وحدة تابعة للشرطة العسكرية الروسية بدأت انتشاراً في منطقة عفرين ذات الغالبية الكردية تنفيذاً لاتفاق تم التوصل اليه لانضمام المنطقة الى نظام مراقبة وقف النار باشراف روسي.