أشاد رئيس «جبهة النضال الوطني» النيابية وليد جنبلاط بالتحرك الاخير الذي جرى في بيروت تحت عنوان «اسقاط النظام الطائفي»، وقال في موقفه الاسبوعي لجريدة «الأنباء» الصادرة عن الحزب «التقدمي الاشتراكي» ينشر اليوم: «مهمّة هي الخطوة التي اتخذتها مجموعة من الشباب الذين لا ينتمون الى الأحزاب السياسية من خلال خروجهم للتظاهر بهدف إسقاط النظام الطائفي والمذهبي الذي تغلغل الى كل مفاصل حياتنا»، داعياً الى التخلص من «آفة الطائفيّة في أسرع وقت ممكن». ولفت الى أن «اتفاق الطائف نص على آلية لالغاء الطائفية السياسية تبدأ من خلال تشكيل الهيئة الوطنية برئاسة رئيس الجمهورية للبحث في آليات الالغاء، وليس الالغاء الفوري»، مذكراً ب «أن مجرد طرح فكرة إنشاء الهيئة أقام الدنيا ولم يقعدها، على رغم أن الحوار حول إلغاء الطائفية السياسية يشمل تبديد هواجس المتوجسين ومخاوف الخائفين من خلال ضمانات ومراحل إنتقالية تؤمن سلاسة الانتقال من النظام الطائفي الى النظام اللاطائفي»، ومؤكداً أن «استمرار النظام السياسي الراهن بعقمه وفشله سيّولد الأزمات السياسية المتلاحقة، وهو يصبح أكثر تعقيداً مع تداخل العوامل الخارجية مع تلك الداخلية». وأضاف: «آن الأوان للخروج من هذا الواقع المظلم، ولعل التظاهرات التي تنظم عبر ال «فايسبوك» تشكل مدخلاً مناسباً للخروج من احتفاليّات بعض الأحزاب وتحركاتها النظرية نحو بناء واقع جديد على الارض يفرض نفسه في التغيير أسوة بما فعله شباب تونس ومصر وليبيا واليمن وسواها من الدول العربية». وكان جنبلاط قال في مقابلة مع محطة «فرانس 24» بثت ليل أول من أمس، ان «هناك عالماً عربياً يولد من جديد. والشعب العربي مثل باقي الشعوب يريد الحرية والعدالة وان يقرر مصيره بنفسه»، موضحاً أن «الغرب فرض انظمة امنية باسم محاربة التطرف والاسلام، وحماية اسرائيل»، نافياً ان تكون التحركات «بصدد العودة الى القومية العربية». كما لفت الى أن «الاحزاب والحكم الجديد في مصر سيقرران اذا كان سيتم الابقاء على اتفاقية كامب دايفيد، ام سيعاد النظر فيها». وعما اذا ستستمر الثورات لتطاول دولاً مثل سورية وايران، قال جنبلاط: «لا مفر من أن تلبي النخب الحاكمة طموحات الشعوب، كيف؟ بطريقة توسيع المشاركة بإعطاء حرية للاحزاب. لست أدري، لأن لكل بلد خصوصيته». ولفت الى عقبات تواجه الرئيس المكلف تشكيل الحكومة نجيب ميقاتي، وقال: «انه يتأنى ليخرج بصيغة مقبولة لدى الجميع». وعن اتهامه من جانب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري بالخيانة في شكل مباشر أو غير مباشر وبالتخلي عن مشروع 14 آذار، رد جنبلاط: «14 آذار كانت لحظة سياسية وعاطفية جميلة عام 2005، ثم دخلنا في الانقسام السياسي»، متمنياً أن تحدث في لبنان «ثورة شعبية يقودها الشباب اللبناني، بعيداً من السياسيين». وعن المحكمة، رأى جنبلاط أن «القرار الاتهامي تقريباً اصبح معروفاً على الطريقة التي سمعناها من تسريبات «در شبيغل»... اضافة الى شهود الزور. هناك خلل وشك في صدقية تلك المحكمة، وهنا المأزق والانقسام»، وأضاف: «سنرى في الحكومة المقبلة، لكن اهم شيء، أياً كان القرار الاتهامي، اتمنى أن يتمتع جمهور المقاومة بهدوء وألا ينجر الى ردود فعل هي المطلوبة من المشروع الاميركي- الاسرائيلي». وأكد أن «السلاح يجب أن يزال من بعض المناطق في بيروت وغيرها»، معتبراً أن «السلاح الاساسي يجب أن يبقى للدفاع عن لبنان في مواجهة اي عدوان اسرائيلي». وعن العلاقة بينه وبين السعودية وفرنسا، قال: «لا توجد مشكلة مع المملكة، ربما سحابة صيف مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لكنني اعتقد أن الملك حلمه كبير... هناك عشرات الوف اللبنانيين يعيشون في حضن المملكة، مستفيدين من الاستقرار. نحن نستفيد كلبنانيين من هذا الدعم المالي الكبير، وبالنسبة الى فرنسا، توقفت المبادرة الفرنسية، وكنا نتمنى أن تستمر كي نلتقي بالرئيس ساركوزي. لم يلتق الا العماد (ميشال) عون. هنيئاً لعون».