وصف المنسق العام ل «الهيئة العليا للمفاوضات»، رياض حجاب، تصريحات المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا ب «غير المدروسة». وقال حجاب عبر حسابه في «تويتر» أمس أنه «مرة بعد أخرى يورط دي ميستورا نفسه بتصريحات غير مدروسة تعزز دعوتنا إلى طرح أممي جديد إزاء القضية السورية». وكان المبعوث الأممي نصح المعارضة السورية بأن «تبدأ التفكير بواقعية»، وتعترف أنها «لم تربح الحرب» الدائرة ضد النظام السوري منذ أكثر من خمس سنوات. وقال حجاب أن تصريحات دي ميستورا تعكس هزيمة الوساطة الأممية في إنفاذ قرارات مجلس الأمن واحترام التزاماتها أمام المجتمع الدولي. وأشار إلى أن «الثورة السورية ماضية والمهزوم هو من فقد الشرعية والسيادة والقرار الوطني، وبات خاضعًا لإملاءات ملالي طهران». من جهة أخرى، اعتبر المعارض محمد صبرا، أحد مفاوضي جنيف أن دي ميستورا «تحدث كجنرال روسي». وقال صبرا أن دي ميستورا بعد تصريحاته «فقد صفته كوسيط دولي، ولم يعد مقبولاً لأنه فقد حياده وتحول إلى طرف»، مطالباً الأمين العام للأمم المتحدة التصرف إزاء هذا الانحياز. واعتقد صبرا أن المبعوث ليس وسيطاً نزيهاً، لأن حديثه وتحمليه المسؤولية للمعارضة الهدف منه التغطية على تقرير الأممالمتحدة حول تأكيدها استخدام النظام السوري غاز السارين في خان شيخون بريف إدلب، في نيسان (أبريل) الماضي. وأشار إلى أن «الواقعية هي أن يلتزم دي ميستورا بموجبات القانون الدولي وبقرارات مجلس الأمن». وكان دي ميستورا حض المعارضة على الاعتراف بأنها لم تنتصر في الحرب، كما طالب الحكومة السورية في المقابل بعدم الحديث عن انتصار، قائلاً: «لا أحد يمكنه في حقيقة الأمر إعلان أنه فاز في الحرب». وتساءل دي ميستورا في مؤتمر صحافي في جنيف أول من أمس: «هل ستكون المعارضة قادرة على أن تتحد وأن تكون واقعية لتدرك أنها لم تربح الحرب؟». وزاد: «بالنسبة إلى المعارضة، الرسالة واضحة للغاية: إذا كنتم تخططون للفوز في الحرب، فإن الحقائق تثبت أن هذا ليس هو الوضع. لذلك، آن الأوان الآن للفوز بالسلام». وشدد دي ميستورا على أن الأولوية الآن يجب أن تكون لمواصلة العمل على إنشاء مناطق «خفض التوتر»، والتوصل إلى «وقف شامل للنار» لن يكون مستداماً إلا عبر «عملية سياسية». ويعتزم دي ميستورا المشاركة في محادثات آستانة الأسبوع المقبل، والتي قال أنها يجب أن تساعد في تحديد مصير إدلب، تلك المدينة التي يسكنها مليونا شخص، والتي تسيطر عليها تنظيمات تصنفها الأممالمتحدة «إرهابية». وتسعى الأطراف الضامنة في آستانة (تركيا وروسيا وإيران) إلى توسيع مناطق «خفض التوتر» لتشمل إدلب إلى جانب الجنوب السوري وريف حمص الشمالي.