أجلت الحكومة في ميانمار 4 آلاف مزارع من غير المسلمين، وسط تواصل اشتباكات في ولاية راخين شمال غربي البلاد، والتي أدت الى فرار آلاف من مسلمي الروهينغا إلى بنغلادش. وارتفع عدد قتلى العنف الذي اندلع الجمعة الماضي، بعد هجمات منسقة شنها مسلحون من الروهينغا، إلى 104 بينهم 86 من المسلحين و12 من أفراد الأمن و6 مدنيين. وشنّ الهجمات «جيش أراكان لإنقاذ الروهينغا» بزعامة عطاء الله، والذي أعلنته ميانمار تنظيماً إرهابياً بعد الاعتداءات. ودفعت الاشتباكات، وهي الأسوأ منذ تشرين الأول (أكتوبر)، الحكومة إلى إجلاء عامليها وآلاف من المزارعين غير المسلمين من المنطقة. واستمر القتال بين الجيش ومئات من الروهينغا في راخين، لا سيّما على مشارف بلدة مونغداو. وقال صحافي من البلدة: «الاشتباكات استمرت على الطريق الرئيس، وهناك كثير من الألغام الأرضية. أعتقد أن السلطات المحلية لا تملك طعاماً يكفي للجميع. سعر السلع يرتفع يومياً». ولفت مصدر في الجيش في راخين الى أن القوات المسلحة تجد صعوبة في التفريق بين الناس، وزاد: «جميع المزارعين باتوا مقاتلين. ما يقومون به ثورة. لا يكترثون إن ماتوا أم لا. لا يمكننا التفريق بين المسلحين وآخرين». وأعلن وزير الشؤون الاجتماعية والإغاثة في ميانمار وين ميات آيي إجلاء 4 آلاف «مزارع عرقي» كانوا فرّوا من قراهم، في إشارة إلى السكان غير المسلمين في المنطقة. وتُعدّ الوزارة منشآت لغير المسلمين، في أماكن بينها معابد بوذية ومكاتب حكومية ومراكز للشرطة، في مدن رئيسية. واضاف وين ميات آيي: «نؤمّن الطعام للذين يتعاونون مع حكومة الولاية والسلطات المحلية». لكنه لم يتحدّث عن خطط الحكومة لمساعدة المدنيين من الروهينغا، قائلاً: «يصعب القول. إنه صراع ويصعب تحديد المُحقّ والمُخطئ». وذكر حرس الحدود في بنغلادش إن آلافاً من الروهينغا، معظمهم نساء وأطفال، توجّهوا صوب نهر ناف الذي يفصل ميانمار عن بنغلادش والحدود البرية، تحسباً لوقوع مزيد من العنف. لكن السلطات أمرت المسؤولين على الحدود بمنع أي «دخول غير شرعي» للروهينغا. وقال مسؤولون من حرس الحدود إنهم يؤمّنون طعاماً وماءً للروهينغا، مستدركين أنهم لن يسمحوا بدخول أحد. وقال أمير حسين (61 عاماً) وسط بكاء أطفال: «انقذونا أرجوكم، نريد أن نبقى هنا وإلا سنُقتل». وأعلنت الشرطة البنغالية توقيف 90 من الروهينغا بعد عبورهم نحو 4 كيلومترات داخل اراضي بنغلادش، متوجهين الى مخيم للاجئين يؤوي آلافاً من الروهينغا يعيشون في ظروف بائسة. واشارت الى انها أعادتهم الى بلادهم، بعد ساعات على استخدام جيش ميانمار مدافع هاون واسلحة رشاشة ضدهم لدى فرارهم من راخين. لكن تقديرات للاجئي الروهينغا المقيمين في مخيمات موقتة على جانب بنغلادش من الحدود، افادت بتمكّن حوالى 3 آلاف لاجئ من العبور إلى بنغلادش منذ الجمعة. وأعلنت وزارة الخارجية في دكا أنها تشعر بقلق من تجمّع آلاف «من سكان ميانمار غير المسلحين» قرب الحدود، من أجل العبور إلى البلاد. وتشكّل الهجمات تصعيداً كبيراً في صراع يستعر في المنطقة منذ هجوم مشابه شنّه مسلحون من الروهينغا في تشرين الأول الماضي، دفع السلطات إلى إطلاق عملية عسكرية ضخمة تشوبها مزاعم بانتهاكات خطرة لحقوق الإنسان.