قال مسؤولون إن بنغلادش وهي واحدة من أفقر وأكثر البلدان ازدحاماً في العالم تعتزم المضي قدماً في خطة لتطوير جزيرة منعزلة ومعرضة للسيول في خليج البنغال ليقيم فيها موقتاً عشرات آلاف الروهينغا الفارين من العنف في ميانمار المجاورة. وترفض داكا استقبال الروهينغا وأمرت حرس الحدود منع الفارين الذين يحاولون الدخول بشكل غير قانوني. لكن حوالى 125 ألف شخص من الروهينغا عبروا إلى داخل بنغلادش في عشرة أيام فقط، لينضموا إلى أكثر من 400 ألف آخرين يقيمون في مخيمات موقتة مزدحمة. وقال إتش تي إمام المستشار السياسي لرئيسة الوزراء الشيخة حسينة «نمنعهم أينما استطعنا، لكن توجد مناطق لا نستطيع أن نمنعهم فيها بسبب طبيعة الحدود مثل الغابات والتلال». وتابع: «طلبنا المساعدة من الوكالات الدولية لنقل الروهينغا موقتاً إلى مكان يستطيعون العيش فيه - جزيرة تسمى ثينغار تشار. ينبغي النظر بجدية في تطوير ثينغار تشار». وقال الناطق باسم «المنظمة الدولية للهجرة» ليونارد دويلي إنه يدور حديث في شأن فكرة نقل لاجئين إلى الجزيرة منذ سنين، لكنه أوضح أنه لم يسمع بشيء جديد في الأيام القليلة الماضية. وتبعد الجزيرة، التي تكونت نتيجة تراكم الطمي قبالة دلتا بنغلادش قبل 11 عاماً فقط، ساعتين بالمركب من أقرب مكان مأهول، لكنها تتعرض لسيول خلال فترة الأمطار الموسمية من حزيران (يونيو) وحتى أيلول (سبتمبر)، وعندما تهدأ البحار يجوب القراصنة المياه القريبة بحثاً عن صيادين لخطفهم في مقابل فدى. من جهتها، قالت تركيا إنها ستبدأ توزيع أول مساعدات خارجية غداً (الأربعاء) في شمال غربي ميانمار، ووصف ناطق باسم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان العنف ضد مسلمي الروهينغا بالإبادة الجماعية، وقال إن سلطات ميانمار أقرت توزيع المساعدات بعدما أجرى أردوغان اتصالاً هاتفياً مع أونغ سان سو كي زعيمة البلاد اليوم. وقال الناطق ابراهيم كالين إن طائرات مروحية تابعة للجيش ستوزع ألف طن من المواد الغذائية والملابس والأدوية. وأضاف أن ميانمار أبلغت موافقتها لمسؤولين من هيئة المساعدات الحكومية التركية على دخولهم البلاد وتسليم المساعدات بالتنسيق مع السلطات المحلية في ولاية راخين. وقالت مصادر رئاسية تركية إن أردوغان أبلغ سو كي اليوم بأن العنف ضد الروهينغا يمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان ويثير قلقاً عميقا في العالم الإسلامي. واجتمعت ريتنو مرسودي وزيرة خارجية إندونيسيا الموجودة في داكا لبحث مساعدات للروهينغا الفارين مع نظيرها في بنغلادش أبو الحسن محمود علي بعد يوم من حضها سو كي وقائد الجيش في ميانمار على وقف إراقة الدماء.