مدريد - أ ف ب - تشتهر شواطئ الكناري والباليار الإسبانية بكونها وجهة مميزة ودافئة للسياح خلال فصل الشتاء، وتشهد تدفق أعداد غير متوقعة من السياح الذين اضطروا إلى تعديل مشاريع عطلهم على خلفية الثورتين الشعبيتين المصرية والتونسية. ويُعتبر هذا الأمر حظاً «غير متوقع» لمصلحة إسبانيا، التي كانت تراجعت في العام الماضي من المرتبة الثالثة في لائحة الوجهات السياحية عالمياً، لتحل في المرتبة الرابعة، بعدما تخطتها الصين إلى المرتبة الثالثة. وتعاني إسبانيا في شكل خاص من المنافسة الشديدة مع المنتجعات السياحية المصرية على البحر الأحمر وشواطئ المتوسط التونسية التي تقدم عروضاً بأسعار أفضل ولا تتطلب رحلات جوية أطول للآتين من ألمانيا أو بريطانيا. وانفجرت الثورة في تونس بداية كانون الثاني (يناير) الماضي، وتلتها تظاهرات مصر، فقلبتا مشاريع عدد كبير من السياح الذين وجدوا أنفسهم يتوجهون إلى إسبانيا، خصوصاً إلى أرخبيل الكناري قبالة المغرب. وزار إسبانيا 2.66 مليون سائح خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، أي بزيادة بلغت 4.7 في المئة مقارنة بكانون الثاني العام الماضي، وفقاً لوزارة السياحة الإسبانية. واعتُبرت جزر الكناري الوجهة الأولى في إسبانيا، ب 866476 سائحاً، أي بزيادة بلغت 8.8 في المئة مقارنة بكانون الثاني العام الماضي. وشهدت منطقة فالنسيا على البحر المتوسط قفزة سجلت 20 في المئة. وقال وزير السياحة الإسباني ميغيل سيباستيان: «استفدنا في شكل أو آخر من الأزمة التي حلّت في كل من مصر وتونس، إذ أنها جعلت السياح يغيرون وجهة سفرهم. وتقتضي سياستنا بتعزيز منافستنا، خصوصاً في الأسواق السياحية المستقبلية التي تشكلها روسيا والصين والهند». وتنتظر وكالات سفر 300 ألف سائح إضافي في جزر الكناري خلال فصل الشتاء الذي ينتهي في أواخر نيسان (أبريل) المقبل، بحسب الحكومة المحلية. نمو حجوزات جزر الباليار 30٪ وتستفيد شواطئ الباليار على البحر المتوسط من هذا الوضع، مع منتجعات سياحية تقدم عروضاً وخدمات مماثلة لتلك التي تقدم على الشواطئ المصرية أو التونسية. وأوضح ماني فونتيلا - نوفويا، مدير «توماس كوك»، وهي ثاني أهم وكالة سفر أوروبية، أن «أكثر الدول التي استفادت من الوضع المصري هي إسبانيا، حيث سجلت الحجوزات في الباليار ارتفاعاً بنسبة 30 في المئة مقارنة بالعام الماضي، بالإضافة إلى اليونان، مع زيادة بلغت 20 في المئة». ويشير محرك البحث الإلكتروني «ويتش بادجيت دوت كوم» إلى «زيادة كبيرة» في عمليات البحث عن رحلات إلى إسبانيا، في حين تراجعت الطلبات على تونس بنسبة 50 في المئة ومصر بنسبة 30 في المئة. والزيادة الأكبر التي سجلت 22 في المئة طاولت خلال كانون الثاني الماضي الرحلات المتوجهة إلى برشلونة، تبعتها رحلات إلى جزيرة تينيريفيه في الكناري، مع زيادة بنسبة 12 في المئة. وشدد ألفارو بلانكو، المدير العام ل «توريسبانيا»، وهو الجهاز المكلف الترويج للسياحة الإسبانية في الخارج، على أن إسبانيا «استعارت هؤلاء السياح من مصر وتونس، ولا بد من اكتساب ولائهم». ولفت إلى أن «هؤلاء السياح ما كانوا ليختاروا إسبانيا كوجهة في ظروف أخرى، لذا علينا أن نبيّن لهم أن إسبانيا وجهة قريبة وموثوق بها». وعلى رغم هذه النتائج الإيجابية المسجلة، عبّر بعض أصحاب الفنادق عن قلقهم إزاء عدم الاستقرار والعنف اللذين يسجلان في عدد من الدول العربية. وأضافوا أنهم يخشون من ارتفاع أسعار بطاقات السفر المرتبطة بالارتفاع الكبير في سعر النفط العالمي. ولفت الناطق باسم اتحاد الفنادق في مايوركا في جزر الباليار، خوان أنطونيو فوستر، إلى «أن عدم الاستقرار حوض البحر المتوسط، قد يهدد في اقتصاد عالمي مترابط، بتبعات اقتصادية سلبية، مع ارتدادات على السياحة في إسبانيا».