تواصل قطر السياسة المزدوجة في ما يتعلق بأزمتها مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، إذ كرر وزير خارجيتها الشيخ محمد عبدالرحمن آل ثاني تصريحاته بأن بلاده تدعم الوساطة الكويتية، إلا أن مراقبين يرون أن تصرفاتها تتناقض مع تلك التصريحات، التي ليست إلا لتسويق مواقفها في الخارج. ما دفع أحدهم للقول إن لقطر وجهين مختلفين أحدهما في الداخل وآخر لمخاطبة الدول الغربية، لاسيما أن الشروط التي وضعتها الدول الأربع وأكدت عليها غير مرة، رفضت من الجانب القطري. كما أن دعوات الحوار التي طرحتها، رفضت الدوحة الموافقة عليها، مشترطة رفع العقوبات قبل أي حوار. وكان وزراء خارجية الدول الأربع أبدوا في تموز (يوليو) الماضي استعدادهم «للحوار مع قطر إذا أعربت عن رغبتها الصادقة في تنفيذ المطالب». وأكد وزير الخارجية القطري أول من أمس (الأحد)، أهمية الحوار بين جميع الأطراف لحل الأزمة الخليجية، خلال لقاء مع وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان في الدوحة. وذكرت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، أن محمد بن عبدالرحمن ولودريان بحثا «سبل دعم وتعزيز العلاقات الثنائية ومستجدات الأزمة الخليجية وجهود الوساطة الكويتية، إضافة إلى التطورات على الساحة الإقليمية، لاسيما في ليبيا وسورية». يذكر أن هذه الزيارة تعد الثانية لوزير الخارجية الفرنسي إلى العاصمة القطرية منذ بدء الأزمة الخليجية في مطلع حزيران (يونيو) الماضي، إذ سبق أن زارها ضمن جولة شملت أيضاً السعودية والإمارات والكويت في منتصف يوليو الماضي. ووجه لودريان حينها دعوة إلى جميع الأطراف للتهدئة والحوار من أجل استقرار وأمن المنطقة، وأكد دعم بلاده لجهود الوساطة الكويتية، كما شدد على أهمية «الالتزام الحازم من الجميع ضد الإرهاب ومن يموله ويدعمه». وجاءت زيارة لودريان الى الدوحة بعد أيام من زيارة مماثلة قام بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. إلى ذلك، نظمت حركة «إسبان ضد الإرهاب» مظاهرة، أول من أمس (الأحد)، ضمت جنسيات أوروبية مختلفة، وذلك في موقع الاعتداء الإرهابي الذي وقع في شارع «لا رامبلا» الشهير في مدينة برشلونة. وندد المتظاهرون باستمرار دعم الدوحة وتمويلها للإرهاب، وأعربوا عن استنكارهم للدور الذي لعبه النظام الحاكم في قطر في نشر الإرهاب في إسبانيا وأوروبا. يذكر أن بلداناً عدة شهدت وقفات تنديد وتظاهرات ضد السياسة القطرية الداعمة للمنظمات الإرهابية. وكانت هامبورغ وواشنطن وباريس شهدت وقفات مماثلة خلال الشهرين الماضيين. وفي ألمانيا، كان لافتاً اتفاق المرشحين الرئيسين للانتخابات الألمانية، المستشارة الحالية أنغيلا ميركل ومرشح الحزب الاشتراكي الديموقراطي مارتين شولتس، على أن تنظيم قطر لبطولة كأس العام المقررة في 2022 أمير غير جيد. وتعد ألمانيا من المرشحين في حال ضيق الوقت لتكون من بين المنظمين للمونديال، كونها قامت بتنظيم مونديال 2006 بنجاح لافت، على رغم أن هذا الاحتمال لا يعد ضمن أولويات الاتحاد الدولي (فيفا) لكرة القدم في ظل وجود دول دخلت ضمن القرعة إبّان منح الدوحة حق الاستضافة. لكن الدول التي سبق لها التنظيم تعوّل كثيراً على الازمة التي قد يقع فيها «فيفا» في ما يتعلق بضيق التوقيت.