طهران - أ ف ب - رفضت إيران أمس «الهواجس الجديدة» حول برنامجها النووي المثير للجدال التي عبّرت عنها الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقريرها السري الأخير. وقال علي أصغر سلطانية المندوب الإيراني لدى الوكالة الدولية في تصريح نشرته وكالة «إيرنا» الرسمية للانباء، أن «النقطة المهمة هي ان التقرير الكامل والمفصل (للوكالة الدولية) حول كل أنشطتنا النووية يثبت أنها تحت الإشراف التام للوكالة الدولية وإنها لا تنحرف نحو أهداف محظورة». وزاد: «للمرة السادسة والعشرين، أكدت الوكالة الدولية الطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي». وبدأت إيران والوكالة الدولية منذ سنوات حواراً لم يثمر، اذ تتحدث الوكالة باستمرار عن شكوك يغذيها رفض طهران الاستجابة لبعض طلبات الحصول على معلومات حول أهداف عسكرية محتملة للبرنامج النووي الإيراني. في المقابل، تؤكد إيران أنها تحترم إلتزاماتها، وتشير إلى أن الوكالة الدولية لم تقدّم أي دليل يدعم هذه الشكوك، على رغم وجود منشآتها النووية ولا سيما منشآت تخصيب اليورانيوم تحت إشراف الوكالة. وفي تقريرها الأخير، أشارت الوكالة مجدداً إلى أن طهران لا تزال ترفض «مناقشة عدد من المسائل المهمة المتصلة بالأبعاد العسكرية المحتملة لبرنامجها النووي». وذكر التقرير أن «معلومات اضافية ... لفتت انتباه الوكالة في آب (أغسطس) 2008، ومعلومات جديدة توافرت أخيراً» أثارت «هواجس جديدة». وصدرت في حق إيران، التي تشتبه الدول الكبرى في سعيها إلى الحصول على سلاح نووي، على رغم نفيها المتكرر، ستة قرارات من مجلس الأمن أُرفقت أربعة منها بعقوبات، بسبب برنامجها النووي. وفي انتكاسة كبيرة لبرنامجها النووي، أعلنت إيران وقف مفاعل بوشهر لأسباب «تقنية» تتعلق بتوصية الخبراء الروس المكلفين إنجاز المفاعل إجراء اختبارات إضافية وعمليات فنية، قبل بلوغ مرحلة إنتاج الكهرباء. ولم يكشف مندوب إيران لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية علي اصغر سلطانية مدة التأخير الذي سيطرأ على بدء تشغيل المفاعل، والذي يرجح أن يكون كبيراً، علماً أن رئيس منظمة السلامة النووية الإيرانية ناصر رستخاه أكد أن فيروس «ستاكسنت» لم يؤثر على تشغيل محطة بوشهر». تظاهرة للمعارضة على صعيد آخر، دعت مواقع المعارضة الإيرانية الاصلاحية الى تظاهرات جديدة بعد غد الثلثاء للاحتجاج على وضع زعيميها مير حسين موسوي ومهدي كروبي في الإقامة الجبرية «في صورة غير قانونية». وقال «مجلس تنسيق طريق الأمل الأخضر» على موقعي «كلمة.كوم» و»سهام نيوز.كوم» للزعيمين المعتقلين، «ندعو كل شخص إلى التظاهر الثلثاء إحتجاجاً على القيود وإبقاء زعيمي الحركة الإصلاحية في الإقامة الجبرية». وهددت هذه المنظمة بالدعوة إلى تظاهرة أخرى في 15 آذار (مارس) المقبل اذا لم يُفرج عن موسوي وكروبي قبل ذلك الحين. وظهر «مجلس تنسيق طريق الأمل الأخضر» الذي لم تعرف مكوناته إلى العلن للمرة الأولى مطلع الشهر الجاري، ودعا على موقعي موسوي وكروبي وباسمهما إلى تظاهرات مناهضة للحكومة في 14 منه. وقتل شخصان وجُرح آخرون خلال هذه التظاهرات المحظورة من السلطة، التي شارك فيها آلاف الاشخاص في طهران ومدن أخرى. وسارت تظاهرات متفرقة أخرى الأحد الماضي بدعوة من المنظمة نفسها. ورّدت السلطات بقوة على تلك التظاهرات وهي اللأولى التي تتمكن المعارضة من تنظيمها منذ سنة. وأعلن القضاء أن المتظاهرين جميعهم سيعتبرون «معادين للثورة»، وقد تفرض عقوبات شديدة بسبب هذه التسمية. ووضعت السلطات موسوي وكروبي قيد الاحتجاز والعزلة في منزليهما.