أكد الجيش العراقي قتل ألفي عنصر من «داعش» خلال معركة تلعفر، وأن قواته خسرت مئة عسكري. ونفى إبرام أي اتفاق مع التنظيم على الانسحاب من القضاء، فيما أعلن «الحشد الشعبي» المشاركة في وضع خطة «أولية» لاقتحام الحويجة جنوب غربي كركوك. إلى ذلك، بحث رئيس الوزراء حيدر العبادي مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، خلال اتصال هاتفي، في «تطور الحرب على الإرهاب والتنسيق العسكري واستمراره»، على ما جاء في بيان حكومي، وسط قلق في بغداد من عمليات تهريب عناصر وقادة من التنظيم من الحويجة إلى تركيا. وأوضح قائد معركة استعادة تلعفر الفريق الركن عبد الأمير يارالله، أن بين قتلى «الإرهابيين 50 انتحارياً، وقد تم تفكيك أكثر من 70 عربة و46 دراجة نارية مفخخة، وتفجير نحو ألف عبوة ناسفة، وتفكيك 70 منزلاً وردم 66 نفقاً، وقصف أكثر من 100 موقع». وأضاف أن «المعركة استغرقت 12 يوماً، شارك فيها 40 ألف عسكري من مختلف التشكيلات استشهد منهم 151، وأصيب أكثر من 670، وأجلي أكثر من 18 ألف مدني من وسط المدينة قبل بدء المعركة، و21 ألفاً بعد انطلاقها». ولفت إلى أن «هذه الأرقام دليل على أن معارك عنيفة دارت، ولم يسلّم أي إرهابي نفسه، ولم يبرم أي اتفاق معهم، وكلمة اتفاق مع الإرهابيين غير واردة في قاموس قطعاتنا، وسننتقل إلى ملاحقتهم في الحويجة والساحل الأيسر لقضاء الشرقاط ومناطق غرب الأنبار». وكان نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي لمح إلى وجود اتفاق مع «داعش» على سحب مسلحيه من تلعفر من دون قتال، وجاءت تصريحاته في معرض دفاعه عن الصفقة التي أبرمها «حزب الله» اللبناني مع «داعش» على نقل المئات من عناصره إلى دير الزور المحاذية للحدود العراقية، وقوبل الاتفاق بانتقاد رسمي وشعبي داخل العراق، ووصفه رئيس الوزراء حيدر العبادي «بالإهانة للشعب». وأثارت سرعة انهيار «داعش» في تلعفر شكوكاً في وجود اتفاق مسبق مع التنظيم على سحب عناصره، وأظهرت مقاطع فيديو استسلام المئات إلى قوات «البيشمركة» الكردية التي أكدت أنها قتلت 170 منهم شمال القضاء. وتواصل القوات العراقية إرسال تعزيزات إلى جنوبكركوك لاستعادة السيطرة على قضاء الحويجة، وهو المعقل الأخير للتنظيم في المحافظة، بعد أشهر من خلافات سياسية بين أربيل وبغداد حالت دون إطلاق المعركة. وبدأ التحضير للعملية بإلقاء الطائرات العراقية منشورات في القضاء (يبعد 60 كيلومتراً من كركوك) تطمئن السكان إلى قرب «تحريرهم»، وتنصحهم بضرورة الابتعاد من مواقع التنظيم الذي تقدر القيادة العسكرية عدد مسلحيه المحاصرين بما بين 1500 و2000 عنصر بينهم قادة بارزون. وأعلن الناطق باسم «الحشد الشعبي» أحمد الأسدي في بيان أمس، أن «قيادة العمليات المشتركة وضعت خطة أولية وتفصلنا عن المعركة أيام قليلة، ونحن مستعدون للمشاركة فيها». وقال قائد محور الشمال في «الحشد» أبو رضا النجار في بيان، إنه بحث مع «عدد من وجهاء الحويجة وشيوخها بحضور آمر اللواء 56، شؤون المعركة المقبلة والتنسيق بين محاور العمليات لطرد الزمر التكفيرية»، وأضاف: «سنفاجئ عصابات داعش التكفيرية بخطة استباقية كما فاجأناها في تلعفر».