طوى العراق صفحة «داعش» في الموصل، بعد نحو سبعة أشهر من القتال العنيف، ووصلت القوات أمس إلى الضفة الغربية لدجلة، وقضت على آخر جيوب الإرهابيين، فيما وصل رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى المدينة لإعلان «النصر النهائي الكبير». وأكد قائد المعركة الفريق الركن عبد الأمير يارالله في بيان أمس، «تحرير جهاز مكافحة الإرهاب منطقة الميدان والوصول إلى ضفة النهر في الموصل القديمة، والتقدم مستمر لتحرير آخر معاقل الإرهابيين في منطقة القليعات». جاء ذلك بعد سيطرة الشرطة الاتحادية على محلة باب الطوب وسوق الصاغة وشارع النجفي من الجهة الجنوبية معلنة انتهاء مهامها، في موازاة تقدم مماثل للجيش من الجهة الشمالية واستعادته محلة دكة بركة وجامع شيخ الشط. وأعلنت قيادة الشرطة أن «معركة تحرير المدينة القديمة أسفرت عن قتل 1000 إرهابي وتدمير 65 مركبة مسلحة و20 عجلة مفخخة، فضلاً عن 24 دراجة نارية و5 أبراج اتصالات و8 أنفاق وتفكيك 71 حزاماً ناسفاً و310 عبوات ناسفة و181 صاروخاً». في حين أكدت قيادة المعركة أمس «قتل 30 داعشياً أثناء محاولتهم الهروب عبر النهر من البلدة إلى الجانب الأيسر للموصل». وأظهرت لقطات تلفزيونية احتفالات عفوية لجنود وهم يلوحون بالأعلام ابتهاجاً بقرب موعد إعلان «النصر»، ومزق آخرون علم التنظيم وهم يهتفون بسقوط «دولة الخرافة» في إشارة إلى «دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام» التي أعلنها زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قبل ثلاثة أعوام. كما شهد الجانب الأيسر من المدينة احتفالات مماثلة شارك فيها المواطنون، في وقت أصدرت قيادة العمليات في بغداد تعليمات تمهيداً للاحتفال بالنصر. ولا تكشف الحكومة العراقية عن حجم الخسائر، أما وزارة الدفاع الأميركية فقدرت خسائر جهاز مكافحة الإرهاب الذي يقود المعركة ب40 في المئة. وطلبت الوزارة 1.269 بليون دولار من الموازنة لعام 2018 لمواصلة تقديم الدعم للقوات العراقية. وبعد انتزاع الموصل ستقتصر الأراضي الخاضعة لسيطرة «داعش» في العراق على مناطق ريفية وصحراوية إلى الغرب والجنوب من المدينة حيث يعيش عشرات الآلاف من السكان. وجاء في بيان حكومي أن العبادي «وصل إلى مدينة الموصل المحررة، ويبارك للمقاتلين الأبطال والشعب العراقي بتحقيق النصر الكبير». وذكرت وسائل إعلام محلية نقلاً عن مصادر أمنية أن «داعش أصدر تعليمات عبر منشور يؤكد أنه يمارس أعماله في مقرات بديلة في قضاء تلعفر». وانطلقت عملية واسعة لاستعادة المدينة في 17 تشرين الأول (أكتوبر)، وتمكن الجيش بعد نحو ثلاثة أشهر من السيطرة على جانبها الشرقي، وبدأ في 19 شباط (فبراير) الماضي عملية ثانية لانتزاع شطرها الغربي، ويبقى أمام القوات التوجه للسيطرة على آخر معقلين للتنظيم، وهما تلعفر التي تحاصرها قوات «الحشد الشعبي»، فضلاً عن قضاء الحويجة، غرب محافظة كركوك. وقبل مغادرته بغداد والتوجه إلى إقليم كردستان، حذر المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك من أن «المعركة لم تنته بعد وأمامنا عمل كبير، وأمام القوات العراقية تحرير قضاء تلعفر الذي سنتعامل معه بحذر نظراً إلى حساسية المنطقة، ويجب وضع خطط لإعادة الاستقرار وإنعاش الاقتصاد». من جهة أخرى، أعلنت قوات «الحشد الشعبي» أمس، «انتهاء مهامها في غرب الموصل، بتحرير قضاءي الحضر والبعاج، ونواحي بادوش والقيروان والقحطانية والعدنانية»، مشيرة إلى «تحرير 382 قرية، وقتل 2000 إرهابي وتحرير آلاف العائلات». وجاء في بيان منفصل، أن الحشد «قصف بالقرب من تل صفوك (المحاذي للحدود مع سورية) ودمر أربع عجلات تحمل أسلحة مختلفة، فضلاً عن مفرزة متحركة للتنظيم، بقذائف الهاون في قرية أم غربة داخل صحراء نينوى، وتم قتل عدد من الإرهابيين».