يُلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي غداً كلمة مصر أمام قمة تجمع «بريكس» التي انطلقت أمس في مدينة شيامن الصينية، التي وصلها السيسي في مستهل زيارته إلى الصين، حيث سيعقد لقاءات ثنائية مع الرئيس الصين شي جينبينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي. ويضم تجمع «بريكس» الدول الأسرع نمواً وهي: الصين، البرازيل، روسيا، الهند، جنوب أفريقيا. ويستضيف التجمع من القارة الأفريقية لاجتماع هذا العام رئيسي مصر وغينيا. وسيؤكد السيسي في كلمته، التي سيلقيها خلال الجلسة الرئيسية للقمة التي ستجمع دول التجمع والدول النامية في أقاليم العالم، ضرورة وقف دعم وتمويل الإرهاب من أجل منح الدول النامية فرصة للتقدم والانطلاق، وسيشير إلى أن الإرهاب من أبرز معوقات التنمية في تلك الدول. ويسعى السيسي خلال المشاركة في تلك القمة إلى جذب مزيد من الاستثمارات الصينية إلى بلاده، والإسراع في تنفيذ المشاريع الكبرى التي تنفذها شركات صينية في مصر. وسيعقد لقاء مع عدد من كبريات الشركات الصينية العاملة في مصر. وقالت الهيئة العامة للاستعلامات في مصر إن زيارة الرئيس السيسي تعكس ما وصلت إليه العلاقات الاستراتيجية بين البلدين خلال الأعوام القليلة الماضية، إذ عقد الرئيسان المصري والصيني في السنوات الثلاث الماضية أربع قمم، وستكون القمة المرتقبة هي الخامسة، ما يجسد «التطور الإيجابي المطرد» في العلاقات بين البلدين. وقال سفير مصر لدى الصين، أسامة المندوب، إن العلاقات بين القاهرةوبكين تشهد «تطوراً كبيراً»، وأشار إلى أن هناك العديد من المشاريع مع الصين سيتم الإعلان عنها قريباً، في ظل الاهتمام الصيني بالاستثمار في مصر، متوقعاً أن تشهد المرحلة المقبلة ضخ استثمارات كبيرة من الجانب الصيني في مشاريع مشتركة. وأوضح أن بكين تدعم وتقدر الإصلاحات الاقتصادية الأخيرة التي شهدها الاقتصاد المصري. واستبق السيسي زيارته إلى الصين بعقد اجتماع شارك فيه كبار مسؤولي الدولة لبحث موقف المشاريع المشتركة مع الصين، بعد توقيع اتفاقية «الشراكة الاستراتيجية الشاملة» في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2014، والبرنامج التنفيذي لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال الفترة من 2016 إلى 2021. وتشارك شركات صينية عديدة في مشاريع البنية التحتية التي تُنفذها مصر. وللشركات الصينية باع طويل في تطوير الشبكة الكهربائية في مصر، ولها أيضاً استثمارات ضخمة في تطوير السكك الحديد المصرية، فضلاً عن تنفيذ مشاريع بنية تحتية في العاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلى استثمارات ضخمة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث تضم المرحلة الثانية في المنطقة الصينية، وهي قيد الإنشاء حالياً، ما يقرب من 100 شركة صينية باستثمارات تبلغ أكثر من خمسة بلايين دولار. وطاول التعاون أيضاً المجالات العسكرية، إذ زار الصين في العام 2014 وفد رفيع المستوى برئاسة مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح اللواء فؤاد عبدالحليم للإطلاع على أحدث الأسلحة الصينية، وبعدها تم توقيع اتفاقات للحصول على نظم متطورة لمراقبة الحدود والدفاع الجوي وأنظمة صاروخية. وسيتوجه السيسي عقب مشاركته في اجتماعات «بريكس» إلى العاصمة الفيتنامية هانوي للقيام بزيارة رسمية، هي الأولى من نوعها لرئيس مصري في تاريخ العلاقات بين البلدين. ومن المقرر أن يلتقي كبار المسؤولين الفيتناميين وعلى رأسهم الرئيس الفيتنامي وسكرتير عام الحزب الشيوعي ورئيس الجمعية الوطنية ورئيس الوزراء، بهدف بحث سبل تطوير وتعزيز العلاقات التي تربط البلدين في مختلف المجالات.