يعقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اجتماعَي قمة مع الرئيسين الصيني شي جينبينغ والروسي فلاديمير بوتين على هامش مشاركته في قمة تجمع «بريكس»، التي تنطلق اليوم في مدينة شيامن الصينية. ويضم التجمع الدول الأسرع نمواً وهي الصين، البرازيل، روسيا، الهند، جنوب أفريقيا. ويستضيف التجمع من أفريقيا هذا العام رئيسَي مصر وغينيا. وقال مسؤول مصري إن الرئيسين السيسي وبوتين سيبحثان في اللقاء آفاق استئناف حركة الطيران بين مصر وروسيا المتوقفة منذ ما يقرب من عامين، حين سقطت طائرة تُقل أكثر من 220 سائحاً روسياً في شبه جزيرة سيناء. ورجحت تقارير استخباراتية إسقاط الطائرة بعمل إرهابي. وتبنى تنظيم «داعش» إسقاط الطائرة بقنبلة زرعت في مكان تخزين الحقائب. ومن حينها تُجري مصر تطويراً لوسائل الأمن في مطاراتها، ويتفقد خبراء روس تلك الإجراءات. وخسرت مصر بلايين الدولارات جراء توقف حركة السياحة الروسية إلى منتجعي شرم الشيخ والغردقة، المطلين على البحر الأحمر. ومن المقرر أن تتطرق القمة المصرية الروسية في الصين أيضاً إلى الأزمة السورية، وكيفية تسويتها، في ظل انخراط مصري ملحوظ في تلك الأزمة خلال الشهور الأخيرة. في غضون ذلك، سيبحث الرئيس المصري مع الرئيس الصيني شي جينبينغ التعاون الثنائي بين الجانبين وموقف المشروعات الصينية في مصر. وكان السيسي استبق زيارته إلى الصين بعقد اجتماع شارك فيه كبار مسؤولي الدولة لبحث المشروعات المشتركة مع الصين، بعد توقيع اتفاقية «الشراكة الاستراتيجية الشاملة» في كانون الأول (ديسمبر) من العام 2014، والبرنامج التنفيذي لتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة خلال الفترة من 2016 إلى 2021. كما التقى رؤساء ومديري الشركات الصينية العاملة في مصر، في إطار متابعة تلك المشروعات. وهذه رابع زيارة للسيسي إلى الصين منذ توليه الحكم في حزيران (يونيو) من العام 2014، فيما زار الرئيس الصيني مصر في كانون الثاني (يناير) من العام 2016. وللصين نشاط اقتصادي لافت في مصر تعاظم في السنوات الأخيرة بعد توقيع اتفاقية «الشراكة الاستراتيجية». وتجمع البلدين أطرُ تعاون متنوعة ومتشعبة، إذ تشارك شركات صينية كثيرة في مشروعات البنية التحتية التي تُنفذها مصر. وللشركات الصينية باع طويل في تطوير الشبكة الكهربائية في مصر، ولها أيضاً استثمارات ضخمة في تطوير السكك الحديد في مصر، فضلاً عن تنفيذ مشاريع بنية تحتية في العاصمة الإدارية الجديدة، إضافة إلى استثمارات ضخمة في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، حيث تضم المرحلة الثانية في المنطقة الصينية، وهي قيد الإنشاء حالياً، ما يقرب من 100 شركة صينية باستثمارات تبلغ أكثر من 5 بلايين دولار. وطاول التعاون أيضاً المجالات العسكرية، إذ زار الصين في العام 2014 وفد رفيع المستوى برئاسة مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح اللواء فؤاد عبد الحليم للاطلاع على أحدث الأسلحة الصينية، وبعدذاك تم توقيع اتفاقات للحصول على نظم متطورة لمراقبة الحدود والدفاع الجوي وأنظمة صاروخية. وسيضم الوفد المرافق للسيسي عدداً من الوزراء بينهم وزراء الخارجية سامح شكري، التجارة والصناعة طارق قابيل، الاستثمار والتعاون الدولي سحر نصر، والنقل هشام عرفات.