طالب عدد من السيدات السعوديات ربات بيوت وموظفات، على إثر تعليق اللجنة الوطنية للاستقدام جل تعاملاتها مع اتحادات العمال الإندونيسية، وتقليص نسبة استخراج التأشيرة إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، وفتحهم باب الاستقدام من بلدان أفريقية، بإيجاد حل وسط لسد حاجاتهن، واستحداث أنظمة لتوفير خادمات نظاميات يعملن بنظام الأجر اليومي أوالساعة، خصوصاً بعد تجاربهن مع العاملات الأفريقيات. وذكرت الموظفة في قطاع التعليم هدى محمد (37عاماً) أنه لضمان استقرار بيتها وحفاظاً على فلذات كبدها، خصوصاً أنها أرملة اضطرت لأخذ إجازة استثنائية بلا راتب، بعد أن تعطلت إجراءات استقدام خادمتها، وقالت: «على رغم أن الموعد المفترض لقدومها إجازة منتصف السنة، إلا أن عرقلة وصولها من سفارتها اضطرني إلى تقديم إجازة بلا راتب والجلوس مع أطفالي الثلاثة، على رغم تعدد القروض والالتزامات المالية على عاتقي، ما أوقعني في مأزق وضيق في مصاريف معيشة أولادي ومتطلباتهم الروتينية، وجعلني أستدين من معارفي، كما أنه تسبب في خسارتي ما لا يقل عن 50 ألف ريال مقدار راتبي فترة أجازتي». وأشارت ربة المنزل منيرة (41عاماً) إلى أنها لم تجد حلاً سوى خوض تجربة الخادمات الأفريقيات والامتثال إلى تعليمات الجهات المسؤولة بتعليق استقدام الآسيويات إلى وقت غير معلوم، وقالت: «في البداية فضلنا استقدام خادمة آسيوية لتعود مجتمعنا وأطفالنا عليها من جهة، وإلمامها بالكثير من العادات والتقاليد السعودية من جهة أخرى، وتخوفت من التعامل مع أخرى أفريقية، إلا أن حسن تعاملها مع أبنائي وإتقانها عملها ونظافتها وإلمامها باللغة الإنكليزية غير وجهة نظري، وأسهم في اكساب أبنائي لغة العصر وشجعني على تكرار التجربة بلا تردد». ولفتت موظفة في القطاع الصحي (فضلت عدم ذكر اسمها) إلى أنها مستاءة من خادمتها الأفريقية التي لم تتأخر في الشكوى والعويل والبكاء مند لحظة وصولها، وقالت: «على رغم أنها أمضت أكثر من شهرين لدي إلا أنني اضطررت إلى التنازل عنها وإبلاغ المكتب بحقيقة قصورها، وأنتظر الإفراج عن الخادمات الإندونيسيات اللواتي يتميزن عن نظرائهن بتحمل أعباء المنزل وكثرة طلبات أفراد الأسرة وتربية الأطفال من دون كلل أو ملل». وذكرت أم عبدالله أن هروب خادمتها الآسيوية بعد بضعة أشهر من استقدامها وجلب أخرى أفريقية دب الرعب والخوف في نفوس أطفالها، ما دفعها إلى ترحيلها والاستعانة بخادمات مخالفات، «تكبدت الكثير من الخسائر المادية نظير هروب خادمتي بعد اكتشافي سعيها المستمر إغواء زوجي، وللأسف لم أجد جهة رسمية تعوضني حقي، ما دفعني إلى استقدام أخرى أفريقية اكتشفت بمحض الصدفة أنها تبذل قصارى جهدها لترسيخ قيم وطقوس البوذية بالصور والأدوات في نفوس صغاري». وأضافت: «لم يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن سعيها الدائم لإخافتهم عن طريق تهديدها لهم بنحرهم بالسكين التي ملأتها بالكاتشاب في حال عدم إذعانهم لأوامرها أو تضاعف حركتهم وتخريبهم وفضح أحد أطفالي لسلوكها، كل ذلك أرغمني على ترحيلها، لأجبر لاحقاً على جلب أخرى بالإيجار، مخالفة لنظام الإقامة، فكانت تسرق مجوهراتي وملابس أبنائي وبعضاً من المال، ما دفعني إلى اللجوء لأحد دور الحضانة وتوزيع مهام المنزل بين أبنائي وتكريس اعتمادهم على أنفسهم وتحمل المسؤولية بلا استثناء». من جانبه، أوضح رئيس لجنة الاستقدام في غرفة جدة يحي آل مقبل أن نسبة استقدام العاملات الأفريقيات من كينيا وأثيوبيا ارتفعت خلال الأسابيع الماضية، فيما أشار السفير السعودي لدى جاكرتا عبدالرحمن الخياط في تصريح ل «الحياة» نشر أخيراً إلى انخفاض عدد تأشيرات العمالة الإندونيسية خلال الأيام الماضية لتبلغ 150 تأشيرة بعد أن كانت 2000 تأشيرة، وأن جاكرتا لم توقف إرسال عمالتها إلى السعودية «ولم يصل للسفارة قرار رسمي من وزارة العمل يتضمن إيقاف استقدام العمالة».