عزا رئيس نادي الباحة الأدبي الشاعر حسن الزهراني، سبب وجود «هوة» بين المثقفين وبين أفراد المجتمع، إلى أن غالبية المثقفين «يسكنون» في بروج عاجية، لا يرون آخرين غيرهم يستحقون أن يكونوا بينهم. وأضاف رداً على سؤال ل«الحياة» حول سبب العلاقة المتوترة بين المثقفين وبقية أفراد المجتمع، في الأمسية الشعرية، التي نظمتها مؤسسة عبدالرحمن السديري بمدينة سكاكا أخيراً، أن هناك خلافاً وترفعاً بين المثقفين أنفسهم. ولفت إلى أنه لاحظ ذلك في النشاطات الثقافية للنادي. وقال: «حين نطرح اسماً في النادي نجد الاختلافات والاعتراضات من بقية أعضاء النادي، فإذا وجد خلل بينهم فطبيعي أن يسود الخلاف إلى بقية أفراد المجتمع». وطالب الزهراني أعضاء الأندية الأدبية خصوصاً، بأن يفتحوا صدورهم وعقولهم للجميع، مؤكداً أهمية عدم احتكار الثقافة من فئة محددة، وزاد: «المثقف الواعي والمتزن هو الذي يرى الجميع بعين المساواة»، مشيراً إلى وجود سبب آخر يدعم تلك الحال، وهو أن أفراد المجتمع ما زالوا يعتقدون أن كل المثقفين بعيدون عنهم. وعن مدى احتواء المقررات الأدبية في مراحل التعليم العام لأعمال الأدباء والأديبات السعوديين، قال الزهراني إن تلك المقررات لم تنصفهم. وذكر ان ما نسبته نصف في المئة هي ما تحتويه المقررات المدرسية من إبداعات الأدب السعودي، مطالباً اللجنة التي تختار النصوص الأدبية في مقررات التعليم العام، بأن تهتم بالتجارب الجيدة للشبان. وقال: «يجب ألا يخلو مقرر واحد من مقررات الأدب من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية، من نصوص إبداعية للأدباء والأديبات السعوديين». ورداً على مداخلة الدكتور عبدالهادي الصالح الذي طالب بالاهتمام باللغة العربية، قال الزهراني: «نستطيع أن ننمي موهبة أبنائنا الطلاب عن طريق القراءة واكتساب مهارات عدة من أصاحب التجارب الأدبية والشعرية المميزة»، لافتاً إلى أهمية قيام المعلمين بدورهم الأهم في المدارس، وهو الأخذ بمواهب الطلاب الإبداعية، حتى يصبحوا طلاباً واعين لأهمية اللغة في بناء شخصية سوية ومتكاملة. وقدم الزهراني في الأمسية مجموعة من قصائده التي حازت على إعجاب الحضور، ومن بينهم طلاب في الصف الثالث المتوسط، والذين حضروا للاستماع إلى قصيدة الزهراني «قبلة في جبين الوطن»، والمقررة عليهم في مادة النصوص، وهي: إليك تهفو قلوب الخلق يا وطني/ومنك يشرق نور الحق في الزمن/ يا موطني كيف أبدي عشق قافيتي/ ولست وا أسفي بالشاعر اللسن/ فتحت عيني فكنت النور يا وطني/ شربت عشقك في مهدي مع اللبن/ فما أنا غير جزء منك تحملني/ بكل عطف وأنت الروح في بدني».