تونس - أ ف ب - طالب عشرات آلاف المتظاهرين، بينهم كثير من الطلبة، أمس أمام مقر الحكومة في العاصمة التونسية، برحيل حكومة محمد الغنوشي الانتقالية. وأشار شرطي في المكان إلى أن عدد المتظاهرين «فاق مئة ألف»، وهو رقم أورده رجال شرطة آخرون، في حين كانت مروحية للجيش تحلق فوق المكان. وأكد أعضاء في الهلال الأحمر التونسي ومتظاهرون أن هذا الحشد «هو أكبر تظاهرة منذ سقوط (الرئيس المخلوع زين العابدين) بن علي» في 14 كانون الثاني (يناير) الماضي. وقال طالب في كلية الحقوق اسمه رمزي: «نطالب برحيل الحكومة وبرحيل الغنوشي... التونسيون يعيشون في فراغ سياسي». ورفع المتظاهرون لافتة عرضها 20 متراً كتب عليها: «اعتصام حتى إسقاط الحكومة». وهتفوا: «غنوشي ارحل» و «كفى مسرحيات» و «العار على الحكومة»، ورددوا أيضاً هتافات تطالب برحيل بقايا الحزب الحاكم سابقاً الذي تم تعليق نشاطه في 6 شباط (فبراير) الماضي. ورفع البعض لافتة كتب عليها: «غنوشي إصرارك على البقاء يظهر سوء نيتك». وغصّت ساحة الحكومة في القصبة وسط العاصمة بالجماهير المحتشدة في حين تواصل قدوم المتظاهرين. ونقل رئيس الوزراء التونسي مكاتبه نهاية كانون الثاني (يناير) الماضي إلى القصر الرئاسي في قرطاج في الضاحية الشمالية للعاصمة بعد تظاهرة أولى اعتصم خلالها تونسيون لنحو أسبوع أمام مقر الحكومة. ووفق عضو في الهلال الأحمر التونسي، أصيب «أكثر من 30 شخصاً بإغماء بسبب الازدحام» في الساحة التي نصب فيها الكثير من الخيام. ولف الكثير من الشبان أنفسهم بالعلم التونسي. وكان أربعة آلاف تونسي تظاهروا الأحد الماضي أمام مقر الحكومة في القصبة مطالبين برحيل الحكومة الانتقالية وانتخاب مجلس تأسيسي لدستور جديد وإرساء نظام برلماني. وتحولت تظاهرة الأحد إلى اعتصام لمئات الشبان، خصوصاً في الساحة. وشغل الغنوشي منصب رئيس وزراء في عهد بن علي بين 1999 وحتى إطاحته في 14 كانون الثاني (يناير) 2011 إثر انتفاضة شعبية لا سابق لها في تونس. وبعد تشكيل «حكومة وحدة وطنية» في 17 كانون الثاني (يناير) الماضي، احتفظ فيها أعضاء آخر حكومة في عهد بن علي بالغالبية، تظاهر آلاف الأشخاص يومياً للمطالبة برحيل رموز النظام السابق. وتحت ضغط الشارع، أجرى الغنوشي تعديلاً حكومياً واسعاً في 27 كانون الثاني (يناير) الماضي غادر على اثره معظم أعضاء فريق بن علي الحكومة.