أعلن قائد متمردي «القوات المسلحة الثورية الكولومبية» (فارك) رودريغو لوندونو، المعروف باسم «تيموشينكو»، تحوّل الحركة حزباً سياسياً، متعهداً ألا تتخلّى عن «مبادئها الاساسية او مشروعها الاجتماعي». أتى ذلك لدى افتتاح الحركة مؤتمراً في بوغوتا، يشارك فيه 1200 مندوب أتوا من المعاقل السابقة للمتمردين، بعد أنهوا عملية تسليم أسلحتهم في 15 الشهر الجاري، في اطار اتفاق تاريخي للسلام ابرمته الحركة مع حكومة الرئيس خوان مانويل سانتوس في تشرين الثاني (نوفمبر)، أنهى نزاعاً دموياً دام أكثر من نصف قرن في كولومبيا. ورحّب سانتوس بالحدث، متسائلاً: «مَن كان يعتقد أن هذا ممكن قبل سنوات؟ ما علينا فعله الآن هو أن نتصالح». وبدأت الحركة أعمال المؤتمر بالنشيد الوطني، قبل نشيدها، واللذين أداهما مندوبو حوالى 7000 مقاتل في «فارك»، والبلدان الضامنة لاتفاق السلام، بينها كوبا. وسيختار المندوبون 10 مرشحين للانتخابات النيابية المرتقبة عام 2018. ثم يُعلن رسمياً عن الحزب في ساحة بوليفار التي تُعتبر موقعاً رمزياً في كولومبيا، اذ يضمّ مقرّ البرلمان ويبعد قليلاً عن قصر الرئاسة. كما سيحدد المؤتمر خط الحزب الجديد واسمه. واقترح القيادي في «فارك» إيفان ماركيز، الذي فاوض باسم الحركة في محادثات السلام في هافانا، اسم «القوة البديلة الثورية في كولومبيا»، مشدداً في خطاب أمام المؤتمر على ان تصبح الحركة «حزباً ثورياً». لكن تسمية «كولومبيا الجديدة» هي التي فازت، خلال استفتاء نظمه لوندونو الثلثاء الماضي على موقع «تويتر»، بحصولها على 36 في المئة من 10387 تصويتاً. وقال لوندونو للمندوبين: «فارك تتحوّل منظمة جديدة سياسية حصراً، وستمارس نشاطها بوسائل شرعية. سنواصل النضال من أجل نظام ديموقراطي يضمن السلام في العدالة الاجتماعية». وأضاف: «نتخذ خطوة غير عادية في تاريخ نضال الشعب في كولومبيا. وهذا لا يعني أننا نتنازل في أي شكل عن مبادئنا الأساسية او مشروعنا الاجتماعي». واعتبر السيناتور اليساري إيفان كيبيدا ان ما يحصل «مساهمة كبيرة في السياسة وفي الديموقراطية في كولومبيا»، فيما أيّد رئيس الحزب الشيوعي كارلوس لوزانو تشكيل تحالف «من اجل جبهة موسعة تنطلق من اتفاق هافانا». وطمأن القيادي في «فارك» كارلوس انطونيو لوسادا الى ان لا علاقة لمستقبل الحزب ب «النماذج الاجنبية»، مثل النظامين الكوبي او الفنزويلي، فيما تحدث العضو السابق في الحركة خوسيه ادوين ارياس عن «بدء مشروع المجتمع الذي ناضلنا في سبيله سنوات، من دون سلاح». لكن ارفين رومانا أعلن خشيته من «اغتيال قادة» الحركة.