أكد الملك سلمان بن عبدالعزيز، أن لقب خادم الحرمين الشريفين هو شرف لقادة هذه البلاد منذ عهد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - إلى اليوم. وقال، في كلمة له خلال استقباله في الديوان الملكي السعودي بقصر منى أمس الأمراء، والمفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، والعلماء والمشايخ، والشيخ عبدالله بن علي بن جاسم آل ثاني، وكبار المدعوين من دول مجلس التعاون الخليجي، والوزراء، وقادة القطاعات العسكرية وقادة الأسرة الكشفية في المملكة، الذين قدموا للسلام عليه وتهنئته بعيد الأضحى: «إن التضحيات الكبيرة، وأعمال الشرف والبطولة التي يقدمها منسوبو القطاعات العسكرية حمايةً لأمن بلادنا، ودفاعاً عن مقدساتها ومقدراتها، تعكس إيمانهم، وصدق وطنيتهم، وجميل نبلهم». وأكد أن «المملكة لن تتوانى أبداً في حماية أمنها وصون استقرارها وحفظ مصالحها، سائلاً الله للشهداء المغفرة والرحمة والمنزلة العالية من الجنة، وأن يمن على أبنائنا المصابين بالشفاء العاجل، وأن ينصر دينه، ويعلي كلمته، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل شر ويديم علينا جميعاً الأمن والاستقرار». وخاطب المشاركين في أعمال حج هذا العام، قائلاً: «ما تقدمونه من جهود مباركة، وما تقومون به من أعمال متواصلة لخدمة حجاج بيت الله الحرام، والسهر على راحتهم، وتسهيل حركتهم، وحماية أمنهم، محل فخرنا واعتزازنا، وتجسيد لما شرف الله به بلادنا وحباها من نعمة نحمد الله عليها، وهي خدمة ضيوف الرحمن وقاصدي بيته العتيق، وسنواصل - بحول الله - توفير ما يحتاجونه من أمن وطمأنينة وراحة وسكينة، وهذا هو منهج هذه البلاد الذي لن تحيد عنه، وستواصل السير عليه، نسأل الله جل وعلا أن يوفقنا جميعاً لذلك». وفي تغريدة له على حسابه في «تويتر»، قال خادم الحرمين الشريفين: «نحمد الله أن مكّن لهذه البلاد خدمة ضيوف الرحمن، ونحمده أن بلغنا عيد الأضحى المبارك، سائلاً الله أن يتقبل من الحجاج حجهم، وكل عام وأنتم بخير». إلى ذلك، أكد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي، نجاح خطط يوم عرفة والنفرة إلى مزدلفة وصولاً إلى تصعيد جموع الحجيج إلى مشعر منى والبدء في رمي جمرة العقبة وأداء طواف الإفاضة، مشيراً إلى أن الجهات المعنية بشؤون الحج تتابع مراحل تنقلات جموع الحجيج، وما يقدم لهم من خدمات ليكملوا نسكهم بيسر وطمأنينة. وأوضح اللواء التركي خلال المؤتمر الصحافي الثاني للجهات المشاركة في الحج، الذي عقد أمس بمقر الأمن العام بمشعر منى، أن الجهات القائمة على خدمة ضيوف الرحمن لا تزال تستكمل ما تبقى من خطط لحج هذا العام، بخاصة رمي الجمرات الثلاث خلال أيام التشريق، قبل أن يغادر الحجاج إلى المسجد الحرام لاستكمال ما تبقى من نسكهم من طواف وسعي، والعودة إلى ديارهم سالمين غانمين. وكان وصول مواكب حجاج بيت الله الحرام إلى منى اكتمل أمس، واستقروا في أماكنهم المخصصة، بعدما أنهوا بنجاح الوقوف على صعيد عرفات والمبيت في مزدلفة، وسط أجواء روحانية مفعمة بالسكنية والخشوع. ورمى الحجاج جمرة العقبة فقط وهي التي تلي مكةالمكرمة، وذلك اتباعاً لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعدما فرغوا من الرمي شرعوا في الحلق أو التقصير للتحلل الأول من الإحرام ثم طافوا طواف الإفاضة، وسعوا بين الصفا والمروة بعدها نحروا الهدي لمن عليه هدي من الحجاج. ويواصل ضيوف الرحمن إكمال مناسكهم أيام التشريق الثلاثة إلا من تعجل منهم فبإمكانه الذهاب إلى الحرم المكي الشريف ليطوف طواف الوادع بعد أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم ال12 من شهر ذي الحجة. وأكد اللواء التركي، حرص المملكة على رفع مستوى ضبط حجاج الداخل وفق النسب المحددة لهم، بما يمكّن الحجاج جميعاً من أداء هذه الفريضة بيسر وسهولة وأمان، وفق ما يتناسب مع الطاقات الاستيعابية في جميع الأماكن التي تؤدى فيها مناسك الحج، ووفق الزمان والمكان المحددين لكل نسك، وكل ما يمكن أن يرفع من الطاقات الاستيعابية، بما يسمح باستيعاب أكبر عدد ممكن من الحجيج لتأدية فريضة الحج بسهولة وفق معايير الأمن والسلامة التي تعد من أهم المطالب للحجيج والجهات المنظمة لأداء هذه الفريضة. وفي ما يختص بمؤشرات نجاح موسم الحج، أشار اللواء التركي إلى أن هنالك مؤشرات عدة لنجاح الحج، من أهمها أمن وسلامة الحجيج، وهو ما لمسه الجميع خلال هذه الأيام، إضافةً إلى وصول الحجاج في وقت مبكر لمختلف المواقع بالمشاعر، وعدم توقفهم في الحافلات، وسهولة التنقل وعدم تزاحم الحافلات أو المشاة على الطرق، إضافة إلى أن اليسر والانسيابية في رمي الجمرات وطواف الإفاضة تعد هي الأخرى من أهم معايير قياس نجاح الحج، إلى جانب تطوير المسجد الحرام ومنشأة الجمرات ومشروع الهدي والأضاحي، وتوافر شبكات الطرق ووسائل النقل الحديثة.