مرت الأجواء الاحتفالية بعيد الأضحى بهدوء على مصر، ومن دون حوادث أمنية، فيما أدى ألوف المصريين صلاة العيد في الساحات التي خصصتها السلطات المصرية وسط أجواء احتفالية وتعزيزات أمنية لافتة للحؤول دون استغلال الصلاة في الشأن السياسي، كما استنفرت قوات الجيش والشرطة لاسيما في المناطق الملتهبة تحسباً لحصول هجمات. واتصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مساء أول من أمس بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، معرباً عن خالص تهنئته لمناسبة حلول عيد الأضحى، متمنياً لشعب وحكومة السعودية الشقيقة كل الخير والرخاء تحت قيادة خادم الحرمين. وأشار بيان رئاسي مصري إلى أن العاهل السعودي أعرب خلال الاتصال عن خالص تقديره على هذه المعايدة الكريمة، داعياً الله أن يعيد هذه المناسبة على مصر، قيادة وشعباً، وعلى الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليُمن والبركات. كما اتصل السيسي بأمير الكويت، الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، للتهنئة وتلقى اتصالاً هاتفياً من عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة للتهنئة لمناسبة عيد الأضحى. وفرض الجيش بالتعاون مع قبائل سيناء طوقاً أمنياً على مناطق وسط وشمال سيناء التي تتواجد فيها عناصر «داعش»، وعزز من الخدمات الأمنية والمكامن على الطرق الرئيسية، وأمنت قوات الجيش ساحات لأداء صلاة العيد، فيما ترك لأبناء البدو تأمين الدروب والجبال الصحراوية. وأفادت مصادر بدوية «الحياة» بأن الجيش أوقف المداهمات على معاقل «داعش» والمساكن المشتبه في تحصنهم فيها، ولم يتم قطع الكهرباء وشبكة الهواتف الجوالة كالمعتاد، لترك الفرصة لأبناء سيناء للاحتفال بالعيد. وفي الصعيد حيث تطارد قوات الشرطة باقي عناصر خلية إرهابية عرفت ب «خلية تفجيرات الكنائس»، فرضت أجهزة الشرطة تدابير وإجراءات أمنية مشددة في مداخل المدن السياحية (الأقصر وأسوانوقناوسوهاجوالبحر الأحمر) ونشرت مزيداً من التمركزات الأمنية بمحاذاة الطرق المؤدية إلى الجبل الغربي والطرق الصحراوية، بسلسلة جبال البحر الحمر، وعند مثلثي الأقصر – أسوان – الوادي الجديد، وجبل الرزيقات، غرب النيل، ومثلث– قفط – القصير – الغردقة، في شرق النيل. وقال مصدر أمني إن الخطة الأمنية المحكمة شملت القيام بعمليات تمشيط لسلسلة جبال البحر الأحمر وعمليات حصار وتمشيط لمدقات وأودية الجبل الغربي، من سوهاج وحتى مثلث الأقصر – أسوان – الوادي الجديد، بجانب نشر مزيد من التعزيزات الأمنية بمحيط المزارات الأثرية في إطار حالة الاستنفار الأمني المصاحبة لعمليات تتبع ومداهمة أوكار عناصر خلية الإرهابي عمرو سعد والتي فرت من جبال أبو تشت في محافظة قنا، لمناطق جبلية قرب الحدود مع ليبيا. إلى ذلك، شهدت مطارات أسوانوالغردقة والأقصر وسوهاج مزيداً من الإجراءات الأمنية في محيطها، بجانب انتشار وحدات شرطية قرب الفنادق والمنتجعات السياحية والميادين والساحات الكبرى ومناطق تجمعات المواطنين، وذلك بهدف تأمين احتفالات عيد الأضحى المبارك في محافظات صعيد مصر. وفي محافظة قنا، تواصلت عملية الحصار والمراقبة لعدد من القرى التي تنتمي إليها عناصر خلية الإرهابي عمرو سعد، وجبل أبوتشت، وصحراء المراشدة، بجانب عمليات مداهمة للمناطق الجبلية في مدن المحافظة المتاخمة لصحراء البحر الأحمر والجبل الغربي. في غضون ذلك، صرح مصدر مسؤول بشركة مصر للطيران بأن السلطات البريطانية رفعت الحظر عن اصطحاب الركاب أجهزة الكمبيوتر المحمول والأجهزة الإلكترونية الأخرى على متن رحلات مصر للطيران المتجهة إلى لندن من مطار القاهرة، وذلك بعد التأكد من توافق الإجراءات الأمنية المطبقة على رحلات مصر للطيران مع متطلبات إدارة أمن النقل البريطاني، فيما أشاد الفريق بإجراءات الأمن بمطار القاهرة الدولي. وكانت الولاياتالمتحدة الأميركية وبريطانيا فرضتا حظراً في آذار (مارس) على حمل بعض الأجهزة الإلكترونية على متن الطائرات ليتم شحنها ضمن الأمتعة في باطن الطائرة كإجراءات أمنية احترازية، على الرحلات القادمة من ست دول عربية قبل أن ترفع السلطات الأميركية الحظر في تموز (يوليو) الماضي. ... وأحجموا عن شراء أضاحي العيد لغلائها شهدت بلدة أشمون في منطقة الدلتا في مصر إقبالاً شديداً من أصحاب وتجار الماشية من البلدات المجاورة لبيع وشراء أضاحي العيد منذ ساعات الفجر الأولى ليومي الأربعاء والخميس، لكن التكلفة العالية هذه السنة جعلت السوق ساحة للمشاهدة أكثر منها للشراء. ومنذ الرابعة فجر الأربعاء كان الناس يتسابقون في شوارع البلدة الضيقة بمحافظة المنوفية بعربات تحمل مختلف أنواع الماشية، وتعالت صيحات التجار وكل منهم يحاول استعراض قوة وعافية ما يملك من عجول أو جاموس أو أغنام لجذب الانتباه. وقال محمد مسعود أحد التجار «العام الماضي كان هناك نشاط أكثر في السوق من حيث البيع والشراء، أما هذا العام فلا تجد الماشية من يشتريها لارتفاع الأسعار». وأوضح أن ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة موجة الغلاء التي تمر بها البلاد من أهم أسباب زيادة سعر الأضحية، إذ ارتفع سعر العلف من 2.5 جنيه مصري (الدولار يعادل 18 جنيهاً) للكيلوغرام السنة الماضية إلى 7 جنيهات في الوقت الحالي. وقال مسعود إن «العجل الذي كان يبلغ سعره 15 ألف جنيه العام الماضي اقترب هذا العام من 30 ألفاً». وبدأت موجة تضخم غير مسبوق في مصر منذ تحرير سعر صرف الجنيه في 3 تشرين الثاني (نوفمبر) ما أفقده نصف قيمته. وسجل معدل التضخم السنوي مستوى قياسياً بلغ 34,2 في المئة بنهاية تموز (يوليو) على مدار السنة، وفق ما أفاد جهاز التعبئة والإحصاء المصري في بيان أول من أمس. ويقول ناصر أبو كيلة، تاجر الحبوب الذي يبحث عن أضحية بسعر مناسب منذ أكثر من أسبوعين، «حتى إذا أراد الناس شراء اللحوم المذبوحة فإن سعر الكيلو حالياً قفز إلى 130 جنيهاً». وأرجع عدد من تجار الماشية بالسوق أحد أسباب الغلاء إلى بعض الأمراض التي تصيب الماشية مثل الحمى القلاعية التي أدت، على حد قول محمود أبو القمصان، تاجر ماشية، إلى «نفوق عدد منها» بالمنوفية، وبالتالي لجوء التجار إلى رفع سعر الماشية المتعافية. ويقول سعيد مسعود أحد قصابي القاهرة الذي جاء إلى أشمون طامعاً أن تكون أسعار الأضاحي أقل من العاصمة «كنت أتكلف 100 إلى 150 جنيهاً أجرة نقل الماشية إلى القاهرة العام الماضي، هذا العام ارتفعت تكلفة النقل إلى 400 جنيه بعد زيادة أسعار الوقود»، وأشار إلى أن هذه الزيادة سترفع من سعر الأضحية عند بيعها. وأعلنت وزارة الزراعة بداية هذا الشهر عن توفير نحو 50 ألف أضحية بأسعار تقل عن سعر الأسواق بين 5 و10 جنيهات للكيلوغرام من خلال 187 منفذاً في 18 محافظة على مستوى الجمهورية. وقال المتحدث باسم وزارة الزراعة المصرية، حامد عبدالدايم، «حرصنا أن يكون لكل مواطن الحق في حجز أضحية واحدة حتى نفوّت الفرصة على التجار في الاستفادة من المبادرة». وأضاف: «الإقبال كبير على منافذ الوزارة لفرق أسعارها عن السوق». ويبلغ عدد سكان مصر زهاء 93 مليون مواطن، يعيش 28 في المئة منهم تحت خط الفقر، وفق الاحصاءات الرسمية لعام 2015.