يتقاسم مكفوفو مركز «رعاية المكفوفين» في محافظة القطيف، أيام الأسبوع، فثلاثة منها للرجال، ومثلها للنساء، في انتظار انتهاء أعمال البناء في مبنى المركز. وفيما يشق المكفوفون طريقهم نحو إثبات الذات، يصارع المركز في بحثه عن داعمينووسائل إعلام تسلط الضوء على ما قدمه في السنوات الثلاث من تأسيسه. ويضطر 177 كفيفاً، إلى صعود درجات سلم، يفضي إلى المركز، الواقع في الطابق الثاني من مبنى مستأجر. وتتقاسم ردهات الطابق غرفاً توزعت فيها قاعات الدراسة وورش العمل. ولم يغفل القائمون على المركز إيجاد قاعة للترفيه وأخرى للطعام، إضافة إلى غرفة مُخصصة للفحص الطبي. وصاحب انطلاق المركز، تنظيم أول ملتقى للمكفوفين في المملكة، وشارك فيه أكثر من 500 من مسؤولين ورجال أعمال ومكفوفين، وحظي بتغطية إعلامية «واسعة»، شملت الصحف ومواقع انترنت إضافة إلى قنوات فضائية. إلا أن المركز، وبعد انتهاء فعاليات الملتقى، «تراجع إلى الظل، إلا من خبر يتيم هنا أو هناك»، بحسب مقرر المركز علي آل غزوي، الذي قال: «إن أعمال المركز انطلقت مع بداية العام 1429ه، واستمرت في شكل متتابع، إلا أن غياب أخباره عن الإعلام، أدت إلى تقلص دعم البرامج»، مضيفاً أن «أبرز عقبة تواجهنا هي البحث عن داعمين». أنفق المركز، التابع لجمعية مضر الخيرية في القديح، في سنواته الثلاث، أكثر من مليون ريال، على البرامج المقدمة للمكفوفين. وأوضح آل غزوي، أن «عدد الملتحقين بالمركز 177 كفيفاً، من بينهم 47 امرأة»، مضيفاً أن «عدم وجود مركز مُستقل ومُجهز في شكل كامل، دفعنا إلى استئجار مكان موقت». وأوضح «يتقاسم الرجال والنساء المركز، ثلاثة أيام للرجال ومثلها للنساء، بسبب ضيق المساحة، وفي الوقت ذاته؛ إتاحة الفرصة أمام الجنسين للاستفادة من الأجهزة المتوافرة». ونفذ المركز، الذي وضعت خطط برامجه في العام 1429ه، برامج عدة، منها دورات للمكفوفين داخلية وخارجية، واستعمال الآلة الكاتبة الخاصة بلغة «برايل»، ودورات للأمهات في اللغة ذاتها، إضافة إلى إقامة ناد صيفي. كما استقبل وفوداً خليجية. فيما شارك وفد من المركز في ملتقيات ومعارض وزيارات إلى دول خليجية. ويضم المركز 10 حواسيب آلية، إضافة إلى آلة خاصة بطباعة لغة «برايل» للتدرب عليها. كما أقام ورش عمل لصيانة الآلات. وذكر آل غزوي، أن «مكتبة المركز تحوي كتباً ومجلات بلغة «برايل»، إضافة إلى الإنتاج الأدبي من أعضاء المركز من المكفوفين، وتنفيذ دورات تطوير الذات والتوجه والحركة». وعلى رغم ان العدد الأكبر من منسوبي المركز، من مكفوفي محافظة القطيف، إلا أنه يحتضن خمس حالات من الدمام. كما يشرف على فصول المعوقين والتدخل المبكر لأطفال في سن الروضة. وأشار مقرر المركز إلى متابعة طفلتين تدرسان في فصل مزدوجي الإعاقة (كف بصر وتخلف عقلي). وقدم العاملون في المركز دروس تقوية للطلاب والطالبات. كما يساهم في إيصال المكفوفين من منازلهم إلى المركز. وإن كان في بدايته مجاناً، لكن «اضطررنا لوضع رسوم رمزية». وأشار إلى «دعم الطلاب والطالبات الجامعيين بالمذكرات والكتب الصوتية». ولا تقتصر خدمات المركز على مكفوفي البصر، بل تشمل ضعاف البصر، بهدف «رفع مستواهم المعيشي، من خلال توعية المجتمع بوجودهم، بما يضمن لهم الانسجام والاندماج التام، ورفع مستواهم الصحي والتربوي والتعليمي». كما يعمل على «تأهيل المكفوفين بما يضمن لهم مستقبلاً وظيفياً أفضل، وتلبية الاحتياجات المادية الاعتيادية والطارئة، ورفع المستوى الثقافي، وتوثيق العلاقة بينهم وبين المؤسسات العاملة في مجال المكفوفين، محلياً وعالمياً». وأعلن القائمون على المركز، عن حاجتهم إلى أكثر من تسعة ملايين ريال، لإنشاء المركز الجديد، الذي بدأ العمل فيه، ووصل إلى مرحلة وضع سقف الطابق الأول منه. وفتح المركز أبوابه أمام المتطوعين. ولم يضع شروطاً مُسبقة، بهدف «إتاحة الفرصة لأكبر عدد من أفراد المجتمع للمساهمة في التخطيط والتنفيذ لبرامج المركز وأنشطته، بحسب الإمكانات المتاحة لهم».