رأى المبعوث الأممي الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا، أن نطاق سيطرة تنظيم «داعش» في سورية بدأ يتقلص، معرباً عن الأمل بتوسيع مناطق «خفض التوتر» لتشمل محافظة إدلب شمالاً. وشكر المبعوث الأممي السعودية لجهودها في توحيد المعارضة السورية. وقال: «نشكر الرياض لمبادرتها بعقد اجتماعات موسعة للمعارضة السورية... لا بد أن تنخرط الحكومة السورية والمعارضة في مفاوضات جادة». وكشف دي ميستورا عن لقاءات مع فصائل معارضة سورية، موضحاً: «بعد الجولة السابعة من المحادثات في جنيف، اجتمعنا مع 120 جهة سورية فاعلة في بيروتوعمان وغازي عنتاب (تركيا) والكل يريد إنهاء الصراع». وفي إحاطة أمام مجلس الأمن الدولي تناولت تطورات الأزمة السورية، قال دي ميستورا إن «سيطرة داعش في سورية بدأت تضمحل مع تقدم الجيش السوري في دير الزور، والجيش اللبناني على الحدود اللبنانية- السورية، وقوات سورية الديموقراطية في الرقة». ورحب باتفاقات «خفض التوتر» التي تم التوصل إليها في سورية، قائلاً: «شجعنا التهدئة في الجنوب الغربي وفتح مكتب الرصد في عمان». وأضاف: «نأمل بالتوصل، بالتعاون مع الروس، إلى منطقة لخفض التوتر في إدلب». وشدد على أنه وفريق عمله سيحضرون جولة آستانة المقبلة التي تبحث في توسيع مناطق «خفض التوتر» والمقررة منتصف أيلول (سبتمبر) المقبل. وأكد أنه ينوي عقد الجولة القادمة من محادثات جنيف في تشرين الأول (أكتوبر) المقبل. كما كشف المبعوث الأممي أنه لن يعقد أي لقاءات «تقنية» إضافية للمعارضة السورية، وذلك في مسعى لمنح الوقت لمنصات المعارضة كي توحد مواقفها. وزاد: «لن نعقد أي اجتماعات تقنية أخرى بين المعارضة وذلك لمنحهم الوقت للتوصل إلى رؤية سياسية موحدة». وأوضح دي ميستورا أنه «على رغم أن العنف مستمر في سورية، إلا أن الجهود مستمرة للحد منه»، مشيراً إلى تراجع كبير في منسوب العنف في مناطق واسعة من سورية. وشدد على أن دمشق يجب أن تدرك أنها في حاجة إلى الانخراط في مفاوضات جادة وحقيقية، متحدثاً عن ميل الرئيس بشار الأسد لانتهاج الحل العسكري. في موازاة ذلك، قال الملك عبدالله الثاني في مؤتمر صحافي مع رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو ليل الثلثاء- الأربعاء: «نأمل بأن يتم تطبيق تجربة وقف النار في جنوب غربي سورية وفي مناطق أخرى، تمهيداً لحل سياسي يضمن وحدة الأراضي السورية ويحقن دماء السوريين». وفي نهاية زيارة الملك التي استمرت يومين، أعلن ترودو تخصيص 45.3 مليون دولار كندي (نحو 36.2 مليون دولار) لدعم اللاجئين السوريين في الأردن. إلى ذلك، أفادت مصادر في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن إسرائيل عدّلت تقويمها لمستقبل الأوضاع في سورية، إذ باتت تتوقع أن يستعيد الرئيس بشار الأسد السيطرة على غالبية الأراضي السورية نهاية عام 2018. وذكرت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن تعديل التقديرات ناجم عن تطورات عدة، أبرزها تغيير الإدارة الأميركية السابقة منذ عام 2014 مقاربتها من التطورات «بسبب الفظائع التي ارتكبها تنظيم داعش»، ووقف دعم المعارضة بالسلاح منذ عام 2014 وانشغالها في الحرب على «داعش» والمتطرّفين، وهو «عملياً ما أنقذ الأسد».