جددت الهيئة العليا للمفاوضات التأكيد على أنه لا معنى للحديث عن مكافحة الإرهاب أو أية مسائل تقنية ما لم تطرح قضية الانتقال السياسي وذلك قبيل ختام الجولة السابعة من المفاوضات حول سوريا. فيما أكد المبعوث الأممي ستافان دي ميستورا اقتراب الطرفين من عقد أول لقاء مباشر بينهما بنهاية أغسطس المقبل.. وأضاف دي ميستورا: إن المنظمة الأممية لم تحض الأطراف خلال الجولة الحالية على اللقاء وجهاً لوجه، موضحاً أن خطوة كهذه يجب أن تنبع من إرادة السوريين أنفسهم، وأن دوره اقتصر على التركيز على القواسم المشتركة بينهم. إلا أنه استبعد في الوقت نفسه نجاح المعارضة في توحيد المنصات التفاوضية لتشمل الهيئة العليا للمفاوضات ومجموعتي القاهرة وموسكو. وهو أمر يبقي مصير الأسد عقبة جديدة، إذ تصر المنصة الروسية على ترحيله إلى ما بعد المفاوضات المباشرة. وبدأت في جنيف إجتماعات اليوم الختامي للجولة السابعة من المحادثات السورية، حيث عقد المبعوث الدولي للأزمة في سوريا إجتماعا مع منسق الهيئة العليا للمفاوضات الدكتور رياض حجاب، ووفد الهيئة العليا للمفاوضات بعد. كما عقد المبعوث الدولي إجتماعا مع وفد النظام، واجتماعات أخرى مع بقية الوفود المشاركة في المحادثات ومجموعة الدعم الدولية لسوريا. وفي تصريحات صحفية قال دي ميستورا: إنه لا يضغط للتوصل لوفد موحد للمعارضة السورية لأن ذلك سيستغرق وقتا طويلا، بل يسعى للتوصل لأرضية مشتركة بينها وموقف موحد حول قضايا مثل الدستور والانتخابات، الأمر الذي سيعود على المعارضة بالمزيد من النفوذ في العملية التفاوضية ويؤدي إلى نتائج إيجابية. ويقدم دي ميستورا إفادة عبر الدوائر الإلكترونية لمجلس الأمن الدولي حول مجريات هذه الجولة. على صعيد آخر، أصيب 3 من مقاتلي المعارضة السورية المسلحة، الجمعة، بحالات اختناق جراء هجوم جديد نفذته قوات النظام بغازات سامة على بلدة «عين ترما» المشمولة باتفاق «مناطق خفض التوتر» بريف دمشق. وذكر بيان صادر عن مشفى «المركز الطبي بحي جوبر» أنه «استقبل 3 عناصر من المعارضة، عقب استنشاقهم غازات سامة جراء الهجوم المذكور». وحي جوبر مجاور لمنطقة عين ترما. وأشار البيان إلى أن «المصابين تظهر عليهم أعراض التقيؤ والدوار، وضيق في التنفس مع تغيير في حدقة العين». والخميس، أفاد الناشط عمار الأحمد، عضو «تنسيقية عين ترما» (التابعة للمعارضة السورية)، بأن 10 عناصر من المعارضة السورية المسلحة أصيبوا بحالات اختناق جراء هجوم بغازات سامة نفذته قوات النظام على عين ترما بريف دمشق. يشار إلى أن بلدة عين ترما التي تتعرض لهجوم مكثف مشمولة باتفاق مناطق خفض التوتر الذي توصلت إليه إيران و روسيا وتركيا خلال اجتماعات أستانا في 3-4 مايو الماضي. وعلى صعيد ذي صلة، قال بريت مكجورك، المبعوث الأمريكي الخاص إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش: إن روسيا أبدت استعدادها لنشر مراقبين لمنع أي انتهاكات من جانب قوات نظام بشار الأسد لوقف إطلاق النار بجنوب غربي سوريا. وقال مكجورك: إن الولاياتالمتحدة «سعيدة جداً» بالتقدم الجاري منذ أن سرى يوم الأحد وقف لإطلاق النار رتبته مع روسيا و الأردن. وأضاف للصحافيين: «أكد الروس جديتهم البالغة إزاء هذا الأمر واستعدادهم لنشر أفراد على الأرض للمساعدة في المراقبة... هم لا يريدون أن ينتهك النظام وقف إطلاق النار». وفي السياق قال مكجورك: أعلن «اتفاق عدم التصعيد» في جنوب غرب سوريا بعد اجتماع بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في ألمانيا يوم الجمعة قبل الماضية. وسئل مكجورك عن تصريحات ترامب فقال: «أعتقد أن الرئيس يشير إلى نقاش بناء جدا أجراه مع الروس فيما يتعلق بالبناء انطلاقا من هذا الاتفاق الذي يخص الجنوب الغربي».