تراجعت أسعار النفط الخام أمس بينما ارتفعت أسعار العقود الآجلة للبنزين إلى أعلى مستوياتها منذ منتصف 2015، بعدما تعطل خُمس إنتاج المصافي الأميركية تقريباً بسبب الإعصار «هارفي»، ما أدى لتعثر الطلب على الخام وتصاعد المخاوف من نقص الوقود. وأكد بنك «غولدمان ساكس» أن مصافي تكرير تنتج 4.1 مليون برميل يومياً تعطلت عن العمل أول من أمس، ما يعادل 23 في المئة من الإنتاج الأميركي. وقد يتطلب الأمر أسبوعاً أو أكثر لاستئناف العمل حتى في ظل أفضل الظروف. وتراجع سعر خام «برنت» 43 سنتاً إلى 51.57 دولار للبرميل، وكذلك العقود الآجلة للخام الأميركي 25 سنتاً إلى 46.19 دولار للبرميل. وفي سوق المنتجات المكررة كانت حركة الأسعار أشد حدة، إذ أكدت مصادر مطلعة على عمليات تشغيل المصافي أن أكبر مصفاة في الولاياتالمتحدة توقفت عن العمل بسبب الفيضانات. وزادت أسعار عقود البنزين الأميركية الآجلة 2.8 في المئة إلى 1.8339 دولار للغالون. وقفزت الأسعار في وقت سابق إلى أعلى مستوى منذ تموز (يوليو) 2015، لتصل إلى 1.8422 دولار. كما قفزت العقود الآجلة لوقود الديزل 0.9 في المئة إلى 1.6805 دولار للغالون، وبلغت في وقت سابق أعلى مستوى منذ التاسع من كانون الثاني (يناير) عند 1.6966 دولار. وطغى تأثير العاصفة على أحدث بيانات أسبوعية في شأن إمدادات النفط الأميركي التي يعلنها «معهد البترول الأميركي». وأفاد المعهد أول من أمس، بأن مخزون النفط الأميركي تراجع 5.78 مليون برميل في الأسبوع الماضي، ما يوحي بتحسن تدريجي في سوق النفط الأميركية. لكن هذه البيانات لا تعكس تأثير «هارفي». في سياق منفصل، أكدت «المؤسسة الوطنية للنفط» التي تديرها الحكومة، أن إنتاج البلاد من الخام انخفض 360 ألف برميل يومياً بعدما أغلقت فصائل مسلحة خطوط أنابيب وأدت لتوقف العمل في ثلاثة حقول نفط. وأفادت المؤسسة في بيان بأن الإغلاقات تسببت في خسائر لمبيعات النفط بلغت حتى الآن 160 مليون دولار. وأضافت أنها ستزود مصفاة الزاوية بإمدادات الخام عبر البحر للحفاظ على استمرار إنتاج المنشأة للاستهلاك المحلي بعد إغلاق حقول «الشرارة» و «الفيل» و «الحمادة». من جهة أخرى انخفضت أرباح شركة «بتروفاك» البريطانية لخدمات حقول النفط في النصف الأول 10.7 في المئة، إذ دفعت أسعار النفط المنخفضة شركات التنقيب والحفر لإرجاء عقود خدمات أو إلغائها. وانخفضت الأرباح قبل احتساب الفائدة والضرائب وانخفاض القيمة والإهلاك واستهلاك الدَين، إلى 323 مليون دولار حتى نهاية حزيران (يونيو). ونزلت إيرادات النصف الأول نحو 20 في المئة إلى 3.13 بليون دولار. وأعلنت «بتروفاك» عن توزيع أرباح نقدية بواقع 12.7 سنت للسهم عن النصف الأول بانخفاض 42 في المئة مقارنة بالفترة المقابلة من العام الماضي. وفي موسكو أعلنت مصادر في قطاع النفط إن «لوك أويل» الروسية النفطية الكبرى تدرس بيع وحدتها السويسرية «ليتاسكو» لأن عقوبات أميركية جديدة على روسيا ستجعل من الصعب على شركة تجارة الطاقة، ومقرها جنيف، جمع أموال جديدة. وأفاد مصدر رفيع في القطاع بأن «ليتاسكو» ربما تباع قرب نهاية العام، وقد تشكل أول خطوة تجاه تخارج «لوك أويل» من أصول خارجية حتى تتمكن روسيا من التركيز على استغلال حقول في سيبيريا. وأضاف المصدر طالباً عدم الكشف عن هويته لأنه غير مصرح له بمناقشة البيع المحتمل علناً «العقوبات أحد الأسباب وراء فكرة البيع. ستساعد الصفقة أيضاً على تحويل جزء كبير من رأس المال العامل من النشاطات التجارية إلى ماريع المنبع في روسيا». وامتنعت «لوك أويل»، التي تسيطر على مصافي نفطية في رومانيا وبلغاريا وإيطاليا وهولندا، عن التعليق. ولم يذكر المصدر حجم الأموال التي يمكن أن تجنيها «لوك أويل» من بيع «ليتاسكو» وهي من أكبر شركات السمسرة في مجال الطاقة في العالم. ومعظم شركات السمسرة ليست مدرجة في أسواق الأسهم، وتتراوح القيمة الدفترية لمنافسيها بين بليونين وستة بلايين دولار. «ولوك أويل» شركة خاصة مملوكة لإدارتها من دون أي حصة ملكية للدولة، هي في قائمة العقوبات الأميركية منذ 2014، لكن لا يوجد حظر عليها في بيع أصول.