نيودلهي - رويترز - نظم عشرات الآلاف من أعضاء النقابات، منهم مجموعة مرتبطة بالحزب الحاكم في الهند، مسيرة في شوارع العاصمة أمس، احتجاجاً على ارتفاع أسعار المواد الغذائية، ما يمثل مزيداً من الضغوط على حكومة تتعرض لانتقادات بسبب الفساد. وكانت التظاهرة في نيودلهي، هي الأحدث ضمن سلسلة من الاحتجاجات التي تجتاح العالم، والتي أشعلها ارتفاع عالمي في أسعار الغذاء. وتواجه الهند، ثالث أكبر اقتصاد في آسيا ويسكنها نحو بليون نسمة، تضخماً في أسعار المواد الغذائية يفوق العشرة في المئة، وكان مئات الملايين من الفقراء الأكثر تضرراً من هذا الارتفاع. ونظّم 50 ألف شخص ممَّن يمثلون النقابات والأحزاب السياسية، واحدة من أكبر التظاهرات المناهضة للحكومة في نيودلهي منذ سنوات، سارت وسط العاصمة نحو مبنى البرلمان. وردّد المتظاهرون هتافات وحملوا لافتات وطالبوا الحكومة بأن تكفل الأمن الغذائي. وكُتب على إحدى اللافتات «الأسعار ستقتل الآن رجل الشارع». وقال كيلاش سين، الذي توجه إلى العاصمة من ولاية راجاستان في غرب البلاد، إنه يحصل «على ما بين «100 و125 روبية (2 - 3 دولارات) يومياً»، وسأل: «كيف نعيش هكذا إذا كانت الأسعار بهذا الارتفاع». ولفت اكيل سامامتراي وهو متظاهر آخر أتى من ولاية أوريسا غرب البلاد، إلى أنه يشارك «لكي تتردد أصداء أصواتنا داخل البرلمان وليلمسوا المعاناة التي يمر فيها رجل الشارع». وأعلن الأمين العام للنقابة التابعة لحزب المؤتمر الحاكم بي جيه راجو، «انضمام نحو 100 ألف شخص من حزبه وحده إلى الاحتجاجات». ويشير وجود أعضاء نقابات من حزب المؤتمر الذي ينتمي إليه رئيس الوزراء مانموهان سينغ، في ظاهرة نادرة للاحتجاجات ضد الحكومة التي ينتمون إليها، إلى القلق داخل الحزب في شأن سياسات الحكومة التي لم تتمكن من الحد من التضخم. كما تأتي الاحتجاجات بعد يوم فقط من إذعان سينغ لشهور من مطالب المعارضة بإجراء تحقيق برلماني في فضيحة تتعلق بتراخيص اتصالات قيمتها بلايين الدولارات في مقابل رشى.