توعدت بريطانيا بالاقتصاص من قاتلي الرهينة البريطاني إدوين داير الذي أعلن «تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، مساء أول من أمس، اعدامه بعدما رفضت لندن تلبية شرطه الإفراج عن الشيخ «أبو قتادة الفلسطيني»، بحسب ما جاء في بيان للتنظيم وزّع على شبكة الانترنت. لكن مصادر مطلعة قالت إن داير الذي خُطف من النيجر وكان يُحتجز في مالي، أُعدم بعدما رفضت بريطانيا دفع فدية مالية لتأمين الإفراج عنه. وجاء في بيان «القاعدة»: «قُتل الأسير البريطاني ادوين داير ليذوق وتذوق معه الدولة البريطانية جزءاً يسيراً جداً مما يذوقه أبرياء المسلمين يومياً على يد التحالف الصليبي واليهودي في مشارق الأرض ومغاربها». وتعتقد مصادر أمنية مطلعة أن بريطانيا أبلغت فرع «القاعدة» في الصحراء باستحالة الإفراج عن «أبو قتادة». وأفيد أن الاستخبارات البريطانية نقلت رسالتها إلى «القاعدة» عبر ناشطين سلفيين في أوروبا (أحدهم يقيم في فرنسا وأصوله من بوركينا فاسو). وقدّم بيان التنظيم تبريرات لإعدام الرهينة: «أعذر المجاهدون وبذلوا ما في وسعهم لإيجاد تسوية مرضية، وأعطوا وقتاً كافياً للمفاوض البريطاني، واستجابوا لمطلب التمديد بمنح مهلة ثانية، ولكن يبدو أن بريطانيا لا تقيم وزنا يُذكر لمواطنيها». وحمّل المسؤولية في ذلك لرئيس الوزراء غوردون براون. وكان داير ضمن مجموعة من السيّاح الأوروبيين الذين خطفوا بعد حضورهم «مهرجاناً في الصحراء» للموسيقى الافريقية قرب تيمبوكتو. وأعلن تنظيم «القاعدة» مسؤوليته عن خطف اثنين من الديبلوماسيين الكنديين وأربعة سياح أوروبيين خلال الأشهر الخمسة الماضية، لكنه أفرج عن الديبلوماسيين واثنين من السياح في مالي في نيسان (ابريل) وظل يحتجز البريطاني داير وسائحاً سويسرياً. وقال رئيس الوزراء البريطاني في بيان وأمام مجلس العموم: «لدينا سبب قوي يدعونا للاعتقاد بأن خلية للقاعدة في مالي قتلت المواطن البريطاني ادوين داير. أدين بشدة هذا العمل الارهابي المروع والوحشي». وأضاف: «هذا يزيد من عزمنا على عدم الرضوخ أبداً لمطالب الإرهابيين أو دفع فدى. أريد أن يعلم من يلجأون للإرهاب في حق مواطنين بريطانيين في شكل لا يدع مجالاً للشك أننا وحلفاءنا سوف نتعقبهم بلا كلل وأنهم سوف يلقون مصيرهم العادل الذي يستحقونه». وتابع: «ناقشت هذه القضية مراراً مع رئيس مالي... وهو يعلم انه سيلقى كل تأييد لاقتلاع القاعدة من بلاده». ودان ناطق باسم وزارة الخارجية الجزائرية «في شدة» اغتيال البريطاني واعتبره «عملاً إرهابياً جباناً». وأكد أن «الجزائر تحيي الحكومة البريطانية على الصرامة الكبيرة والمسؤولية اللتين تحلت بهما في تسيير هذا الملف برفضها أي مساومة ودفع فدية كانت قد تستعمل لتمويل النشاطات التحريضية والمخلّة بالاستقرار التي تقوم بها هذه الجماعة الإرهابية في المنطقة». على صعيد آخر، خلّفت عملية إرهابية مساء أول من أمس عشرة ضحايا هم ثمانية شرطيين ومدّرسين إثنين في تيمزيرت بين شعبة العامر ويسر الواقعة على بعد حوالي 30 كلم جنوب شرقي ولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة). وأفيد أن العملية نفّذت بواسطة قنبلة تقليدية انفجرت في قافلة للشرطة تنقل أوراق امتحانات.