تواصلت الاشتباكات العنيفة بين «قوات سورية الديموقراطية» وعناصر «تنظيم داعش» على محاور في مدينة الرقة، وفي الأحياء الواقعة في وسطها وفي القسم الغربي من المدينة، حيث تتركز الاشتباكات في حي المرور وحي النهضة وفي حي المنصور. وتحاول «قوات سورية الديموقراطية» تحقيق مزيد من التقدم في المنطقة، والسيطرة على مزيد من المناطق بهدف توسيع نطاق سيطرتها في المدينة، وتقليص سيطرة «داعش». وأكدت مصادر متقاطعة ل «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن «قوات سورية الديموقراطية» حققت تقدماً في نقاط ومبانٍ كان التنظيم يسيطر عليها في القسم الغربي من المدينة. وكانت «سورية الديموقراطية» تمكنت أول من أمس من تحقيق تقدم مهم، والسيطرة على القسم الشرقي من حي المنصور الواقع في وسط المدينة، والذي أتاح لها توسيع نطاق سيطرتها داخل مدينة الرقة عموماً والمدينة القديمة على وجه الخصوص. وحالياً تسيطر على نحو 90 في المئة من مساحة المدينة القديمة. وتترافق الاشتباكات مع قصف عنيف ومكثف من قبل قوات عملية «غضب الفرات» على مناطق سيطرة «داعش». وأكدت مصادر موثوقة ل «المرصد السوري» أن حي الثكنة يعد أهم حي في المدينة، حيث تتواجد فيه المباني الحكومية التي كان «داعش» يتخذها سابقاً كمقرات له في المدينة، كما يتجمع في هذا الحي آلاف المدنيين المتبقين في المدينة، ممن بقوا فيها ولم يتمكنوا من الخروج منها حتى الآن. وقالت نوروز أحمد القيادية الكردية ل «رويترز»، إن من المتوقع انتهاء معركة طرد «داعش»من معقله بمدينة الرقة في غضون شهرين ولكنها توقعت ازدياد حدة القتال. ونوروز عضو في المجلس العسكري ل «قوات سورية الديموقراطية» التي تدعمها الولاياتالمتحدة، وبصفتها واحدة ضمن عدد صغير من الأعضاء في قيادتها العامة بالرقة تعد أحد أبرز القادة في هذا الهجوم. وأضافت: «لا يمكننا تحديد الفترة الزمنية التي ستنتهي خلالها معركة الرقة على وجه الدقة لأن الحرب لها ظروفها. ولكننا لا نتوقع أن تستمر طويلاً، ووفقاً لخطتنا فإن المعركة لن تستغرق أكثر من شهرين من الآن». وقالت نوروز إن «سورية الديموقراطية» تركز على معركة الرقة الآن ولم تضع بعد خططاً لشن هجوم على محافظة دير الزور التي ما زالت كلها تقريباً تحت سيطرة «داعش». وكانت نوروز ناشطة في مجال حقوق المرأة قبل بدء الحرب الأهلية في سورية في 2011 وهي ترأس الوحدة النسائية الموازية ل «وحدات حماية الشعب الكردية». و «وحدات حماية الشعب» هي أقوى عناصر «قوات سورية الديموقراطية» ولعبت الوحدة النسائية دوراً بارزاً في ساحة القتال خلال حملة الرقة. وقدرت نوروز أن «داعش» لديه ما يتراوح بين 700 وألف مقاتل في الرقة يتركزون بشكل أساسي في وسط المدينة. وطوقت «قوات سورية الديموقراطية» التنظيم وسيطرت على نحو 60 في المئة من المدينة. وقالت نوروز إن «سورية الديموقراطية» لديها قوة أساسية تضم نحو 15 ألف مقاتل في هجوم الرقة. وأضافت أنه قبل اندلاع القتال أواخر العام الماضي كان ل «قوات سورية الديموقراطية» أكثر من 50 ألف مقاتل وتضم في شكل مستمر أفراداً جدداً. وقالت إن وجود ما يتراوح بين خمسة آلاف وعشرة آلاف مدني محاصرين في الرقة ومن بينهم أسر عناصر «داعش» عرقل التقدم. وأضافت: «نحاول خلال تقدمنا فتح ممرات آمنة لهم حتى لا يكونوا هدفاً لهجماتنا، ولكن توجد أيضاً ألغام كثيرة أدت إلى موت مدنيين». وشكلت «قوات سورية الديموقراطية» وحلفاؤها مجلساً مدنياً لإدارة الرقة بعد هزيمة «داعش» في المدينة. وقالت نوروز إن «قوات سورية الديموقراطية» ليست لديها خطط للبقاء داخل الرقة بعد تحريرها «ما لم يُطلب منها ذلك». وقال ناشطون من الرقة إن الدور الرئيسي ل «وحدات حماية الشعب الكردية» في معركة الرقة التي تقطنها غالبية عربية نقطة تمثل حساسية لكثيرين من السكان السابقين بالمدينة. كما أن هذا الدور يعد حساساً أيضاً بالنسبة لتركيا حليف الولاياتالمتحدة والتي تخشى زيادة النفوذ الكردي على امتداد حدودها مع سورية. وقالت نوروز إن 60 في المئة من مقاتلي «سورية الديموقراطية، الذين يبلغ عددهم 50 ألف مقاتل، هم من العرب و30 في المئة منهم من الأكراد وعشرة في المئة من جماعات عرقية أخرى. وكان الناطق باسم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة والذي يدعم «سورية الديموقراطية» قد قال في وقت سابق من الشهر الجاري إنه يوجد 24 ألف عربي و31 ألف كردي في التحالف. وفي الأسبوع الماضي، قال رئيس المجلس العسكري لدير الزور وهو جزء من «سورية الديموقراطية»، إن هجوماً لاستعادة محافظة دير الزور بشرق سورية من «داعش» سيبدأ قريباً. ولكن نوروز قالت إنه ليست لدى «سورية الديموقراطية» خطط الآن لدخول المحافظة بسبب التركيز على الرقة، وإنه لم تتم مناقشة شن هجوم على دير الزور مع التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة. وزادت: «هناك مطالب كي نحرر دير الزور ونقوم حالياً بدراسة ذلك». وأضافت إن «قوات سورية الديموقراطية» لديها قوات تكفي للسيطرة على المحافظة. وبدأ الجيش السوري وحلفاؤه في التقدم صوب الشرق عبر وسط سورية بمحاذاة عدة جبهات في هجومهم تجاه دير الزور حيث يحاصر عناصر «داعش» جيباً حكومياً منذ سنوات. وقالت نوروز: «إذا لم يهاجمنا النظام ويستهدفنا فلن نهاجمه».