قتل 11 شخصاً على الأقل وجرح آخرون في غارات على ريف دير الزور حيث حققت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية التي يدعمها التحالف الدولي بقيادة أميركا ضمن عملية «غضب الفرات» وبالتعاون مع مقاتلين محليين، تقدماً سريعاً ضمن توغلها في محافظة دير الزور لعزل الرقة معقل «داعش» شمال شرقي سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن أكثر من 11 شخصاً قتلوا وأصيب 35 في ضربات جوية على بلدة الصور في شمال محافظة دير الزور. وأضاف أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب عدد المصابين بإصابات خطيرة. وذكر أنه لم يتضح على الفور الجهة التي نفذت الضربات لكنها وقعت في منطقة عمليات للتحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «داعش». ويسيطر التنظيم على المحافظة كلها تقريباً. وكان «المرصد السوري» أشار إلى أن «طائرات حربية لم تعرف هويتها إلى الآن، نفذت ضربات استهدفت بلدة الصور الواقعة في الريف الشمالي لدير الزور، متسببة في مجزرة جراء استهداف صواريخ الطائرات لكراج سيارات ومحطة وقود ومجمع تجاري في البلدة، راح ضحيتها أكثر من 46 شخصاً، تأكد إلى الآن 11 بينهم أطفال منهم استشهدوا وقضوا في هذه الضربات، وإذ إن عدد الشهداء مرشح للارتفاع بسبب وجود 35 جريحاً على الأقل بعضهم بحالات خطرة، في حين نفذت طائرات مجهولة ضربات استهدفت أماكن في بادية الميادين بالريف الشرقي لدير الزور، ولم ترد معلومات عن خسائر بشرية إلى الآن». وحققت «قوات سورية» المدعومة من الولاياتالمتحدة اختراقاً رئيسياً باتجاه ريف دير الزور الغني بالنفط، كجزء من معركتها للسيطرة على الرقة، بحسب ما قال القائد الميداني في تلك القوات دجوار خبات لوكالة فرانس برس. وقال خبات في قرية المكمنة التي تقع على طريق سريع يبعد نحو مئة كيلومتر (60 ميلاً) شرق مدينة الرقة إن «هدفنا هو قطع الطريق على الرقة ومحاصرة تنظيم داعش(...) حررنا 15 قرية». وأضاف أن تنظيم «داعش» يستخدم انتحاريين، لكنه لم يتمكن من إبطاء الهجوم. ونقل موقع «كلنا شركاء» المعارض عن أحمد أبو خولة قائد «مجلس دير الزور العسكري»، قوله في مؤتمر صحافي عقدته غرفة عمليات «غضب الفرات» عن استعادة قواته للسيطرة على قرى في محافظة دير الزور، إن قواتهم اشتبكت مع تنظيم «داعش» في تلك القرى، واستطاعت قتل العديد من عناصره. وقال: «تقدمت قواتنا مسافة 15 كيلومتراً للأمام ودخلت بعض القرى التابعة إدارياً لمدينة دير الزور وهي القرى الأولى التي تحررت في دير الزور». والخبيل الملقب ب «أبو خولة الديري» من أهالي قرية الصالحية في مدخل مدينة دير الزور الشمالي، من جهة دوار الصالحية، طريق دير الزور – الحسكة، وهو من أبناء عشيرة «البو خابور». وقال الموقع إن الخبيل «من المنادين بقمع الثورة منذ انطلاق الثورة السلمية، ومن المطالبين بدخول قوات النظام إلى مدينة دير الزور منذ عام 2011، بحجة وجود مسلحين سيطروا على المدينة وقطعوا أوصالها». وبعد دخول «داعش» إلى أحياء مدينة دير الزور في 15 تموز (يوليو) 2014، وبعد سيطرة التنظيم على أغلب محافظة دير الزور، بايعت مجموعة «أبو خولة» بقيادته تنظيم «داعش» خوفاً من «بطش التنظيم، وبهدف الاستفادة من سطوة ونفوذ التنظيم في المنطقة». وأشار «كلنا شركاء» إلى أنه «توارى عن الأنظار إلى أن خرج بتاريخ 11 كانون الأول (ديسمبر) 2016، معلناً تشكيل مجلس دير الزور العسكري، الذي يضم مجموعة من أبناء محافظة دير الزور، تقدر أعدادهم بما لا يزيد على 1000 مقاتل، بدأ «أبو خولة الديري» بتجميعهم في بداية عام 2016». وتتواجد عناصر المجلس العسكري لدير الزور في المناطق الجنوبية لمدينة الشدادي جنوب الحسكة، في تماس مباشر مع تنظيم «داعش» ليكونوا القوى الأولى في مواجهة التنظيم. وهو قال إن «هدف المجلس العسكري لدير الزور وهو السيطرة على محافظة دير الزور، وطرد تنظيم «داعش» منها، بمساندة باقي مكونات قوات سورية الديموقراطية». وكانت «قوات سورية» أعلنت في بداية شباط (فبراير) بدء المرحلة الثالثة من معركة طرد تنظيم «داعش» من مدينة الرقة. وتخوض تلك القوات، وعلى رأسها «وحدات حماية الشعب» الكردية، منذ الخامس من تشرين الثاني (نوفمبر) حملة «غضب الفرات» لطرد التنظيم من الرقة. وينضوي نحو ثلاثين ألف مقاتل في صفوف «قوات سورية الديموقراطية»، ثلثاهم من المقاتلين الأكراد. وتمكنت هذه القوات منذ تأسيسها في تشرين الأول (أكتوبر) 2015 من طرد المتطرفين من مناطق عدة في شمال وشمال شرقي سورية.