أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم (الأحد) أن على الكونغرس إيجاد طريقة لتغطية كلف بناء الجدار الحدودي مع المكسيك الذي وعد به، واصفاً المكسيك أنها «معقل الجرائم الخطرة». وحذر المكسيكوكندا من أنهما إذا واصلتا تبني موقف «صعب» في شأن محادثات التجارة، فإنه سيضطر إلى وقف مفاوضات تعديل اتفاق أميركا الشمالية للتجارة الحرة (نافتا). ويضع هذان الموقفان ترامب على طريق الصدام مع العديد من أعضاء الكونغرس المتشككين، إضافة إلى عدد من الدول المجاورة، إلا أنهما يكسبانه شعبية لدى قاعدته الانتخابية. وكتب ترامب عبر «توير»: «المكسيك من أعلى الدول في نسبة الجرائم في العالم. يجب أن نبني هذا الجدار. المكسيك ستدفع كلفة بنائه من خلال التعويضات أو غيرها». وأضاف «نحن في عملية إعادة التفاوض على اتفاق نافتا (أسوأ اتفاقية تجارة في التاريخ) مع المكسيكوكندا. والبلدان يتبنيان موقفاً صعباً. هل سنضطر إلى وقف العملية؟». وموقفا ترامب في شأن الجدار والتجارة معروفان، وشكلا محور حملته للفوز بالرئاسة العام الماضي، لكنهما قد يتعارضان الآن مع الواقع السياسي. ويعود أعضاء الكونغرس من عطلتهم الصيفية في الخامس من أيلول (سبتمبر) المقبل، وعليهم التوافق لتمويل الحكومة ورفع سقف الدين الفدرالي. وترغب الغالبية الجمهورية في خفض الضرائب وتمرير مشروع قانون بنية تحتية مكلف، إلا أن ترامب هدد بوقف عمل الحكومة إذا لم يمول الكونغرس بناء الجدار. ولكن الديموقراطيين يعارضون تضمين مشروع قانون الإنفاق الحكومي ملف الجدار، وسيسعى قادة الجمهوريين إلى إقرار القانون، فيما يعارضون في الوقت نفسه وقف عمل الحكومة. وكانت الولاياتالمتحدةوالمكسيكوكندا بدأت إعادة التفاوض في شأن اتفاق «نافتا» الموقع منذ 23 عاماً في وقت سابق من هذا الشهر بدعوة من ترامب. ووصف الرئيس الأميركي الاتفاق مراراً بأنه «كارثي» لأنه يصدر الوظائف الأميركية إلى المكسيك، في حين اعتبرت المكسيك أن هذا الكلام أسلوب تفاوضي ينال رضى القاعدة الشعبية الأميركية. ولا ترغب المكسيك، التي تبيع 80 في المئة من صادرتها للولايات المتحدة، في إحداث تغييرات جذرية على الاتفاق، كما تشعر كندا بالقلق حيال ذلك.