أغلقت مجموعة «سرية دوريات الرياينة» المسلحة في بلدة الزنتان صمامين بخط أنابيب يصل إلى حقل الشرارة النفطي، الأكبر في ليبيا بقدرة إنتاج 280 ألف برميل يومياً، للمطالبة بمزيد من إمدادات الوقود للبلدة، وتحسين أوضاعها الاقتصادية. وأوضح مهندسون في شركة الخليج العربي للنفط (أجوكو) أن حقل الشرارة أغلق قبل أسبوع، وأن المؤسسة الوطنية للنفط أعلنت حال القوة القاهرة في تحميلات خام الحقل من مرفأ الزاوية. وأغلقت مجموعة مسلحة أخرى، مكلفة حراسة منشآت للنفط، خط أنابيب يصل إلى حقل الحمادة. لكنه استمر في العمل مع توقع إجراء محادثات لإعادة فتح خط الأنابيب. كما كشف مصدران إغلاق حقل الفيل بسبب تعطل خط أنابيب، ما جعل المؤسسة الوطنية للنفط تعلن حال القوة القاهرة في صادرات خام حقل مليتة. وتستهدف إغلاقات واحتجاجات متكررة البنية التحتية للنفط في ليبيا، العضو في منظمة «أوبك». لكن الإنتاج ارتفع في الفترة الأخيرة وناهز 1.6 مليون برميل يومياً، ما يعادل مستوى الإنتاج ذاته قبل انتفاضة 2011 التي أطاحت بحكم معمر القذافي. في الخرطوم، أجرى رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية فائز السراج محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير، ركزت على معالجة أزمة ليبيا ودعم قائد الجيش الوطني الليبي الفريق خليفة حفتر لمتمردي دارفور، وتأمين الحدود بين البلدين لمنع تسلل المتمردين والمهاجرين الأفارقة غير الشرعيين إلى أوروبا عبر أراضي السودان. وأبلغت مصادر قريبة من المحادثات «الحياة»، أن الجوانب الأمنية سيطرت على جانب كبير من النقاش، وكذلك مواضيع تعزيز العلاقات بين البلدين». وأكدت السودان مساندتها حكومة الوفاق الوطني في ليبيا التي «يجب أن يدعمها المجتمع الدولي»، مشددة على أنها معنية بالدرجة الأولى بإعادة السلام والاستقرار في ليبيا كدولة مجاورة. وتشكو ليبيا من استقبال أراضيها مهاجرين غير شرعيين يعبرون حدود السودان، بينما تشكو الخرطوم من نشاط الحركات المتمردة في دارفور على الحدود مع ليبيا. واقترح السودان في أيار (مايو) الماضي إنشاء قوات مشتركة لمراقبة الحدود بين السودان وليبيا من أجل محاربة جماعة «بوكو حرام» النيجيرية، والحدّ من تحركات المتمردين في دارفور. وكان السودان وليبيا نشرا في تشرين الثاني (نوفمبر) 2013 قوات مشتركة لتأمين الحدود وإيقاف تسلل المهاجرين غير الشرعيين ومكافحة الإرهاب وتأمين القوافل التجارية، تنفيذاً لبروتوكول عسكري وقعته قيادتا البلدين قبلها بأكثر من سنتين. وخلال زيارته الجزائر، استعرض مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا غسان سلامة، أفكاراً لمساعدة الليبيين في تجاوز حال الجمود السياسي. وقال بعد لقائه وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل: «من الطبيعي أن أزور الجزائر لأنها بلد مهتم بليبيا وتشترك معها في أكثر من ألف كيلومتر من الحدود، وهي على معرفة قديمة ووثيقة وعميقة بأحوال ليبيا». وأكد أن الشعب الليبي يستحق مستقبلاً أفضل من الحاضر، في حين جدد الوزير الجزائري دعم بلاده جهود الأممالمتحدة وسياسة الحوار الشامل بين جميع الليبيين، آملاً في أن يدخل الاتفاق السياسي مرحلة التنفيذ خلال أسابيع، مع تأكيده أن أبواب الجزائر «تبقى دائماً مفتوحة من أجل إيجاد حل للأزمة الليبية». وبدأ وزير الخارجية المصري سامح شكري زيارة إلى ألمانيا وبيلاروسيا ورومانيا أمس، يبحث خلالها قضايا الشرق الأوسط وموقف بلاده من ملف ليبيا، والجهود التي بذلتها لحلحلة الأزمة وجمع الأطراف على طاولة الحوار، إضافة إلى ملف الهجرة غير الشرعية واللاجئين.