بدأت في فنزويلا أمس، مناورات عسكرية ضخمة تستمر يومين، قرر الرئيس نيكولاس مادورو إجراءها رداً على تهديد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أخيراً بتدخل عسكري ضد كراكاس. وتزامنت المناورات التي يشارك فيها 900 ألف شخص (200 ألف من عناصر القوات النظامية و700 ألف من جنود الاحتياط والمدنيين) مع فرض ترامب عقوبات جديدة ضد كراكاس تهدف الى حرمانها من رؤوس أموال أجنبية تحتاج اليها. ووقع ترامب مرسوماً ينص على حظر شراء أي سندات خزينة تصدرها الحكومة أو شركة النفط الوطنية في فنزويلا. وتعهد مادورو الانتقام من معارضيه بعد العقوبات الأميركية التي قال إنها أتت بطلب منهم ل «زعزعة البلاد» أكثر، وتنفيذ مخططات واشنطن لإطاحته. وأطلقت على المناورات تسمية «السيادة البوليفارية 2017» وتشمل تدريباً على إطلاق النار والتغطية الجوية. وكان مادورو أمر بتنظيمها رداً على كلام ترامب عن «خيار عسكري محتمل عند الضرورة» في فنزويلا، علماً أن دولاً عدة في المنطقة بينها البرازيل وكولومبيا وبيرو وتشيلي والمكسيك والإكوادور، رفضت اللجوء الى القوة في فنزويلا. ومع إعلان العقوبات، استبعد البيت الأبيض عملاً عسكرياً أميركياً ضد فنزويلا في المدى القصير، وقال مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر: «نحن لا نزال ندرس عدداً كبيراً من الخيارات وكل قرار سيتخذ بالتشاور مع شركائنا في المنطقة وليس من الوارد اللجوء الى أي خيار عسكري في المستقبل القريب». ولوحظ أن مرسوم ترامب لا يشير الى منع الشركات الأميركية من شراء النفط الفنزويلي. ودعا مادورو الى اجتماع عاجل للشركات الأميركية التي تشتري نفط بلاده لتحليل العقوبات التي فرضتها واشنطن. وتبيع كراكاس 800 ألف برميل يومياً من إجمالي إنتاج البلاد البالغ 1.9 مليون برميل في اليوم. وتخشى فنزويلا التي تنقصها السيولة ويقدر دينها بأكثر من مئة بليون دولار، من العجز عن خدمة الدين. وفي رسالة الى القوات المسلحة المتمسكة بولائها له، دعا مادورو العسكريين الى «رص الصفوف من أجل الوطن»، وشدد على أن «الوقت ليس وقت تصدعات من أي نوع». ورأى أن «من تخامره شكوك عليه مغادرة القوات المسلحة فوراً». وأشار ريميجيو سيبالوس القائد العملاني الاستراتيجي الى مشاركة أكثر من 900 ألف متطوع في المناورات، وقال: «لم يسبق أن كان الجيش الفنزويلي أكثر تلاحماً ووحدة»، مشيراً الى أن «هذا التدريب سيتيح لنا المرور الى مرحلة جديدة من الاستنفار والقدرة على خوض المعركة النهائية».