برّرت المحكمة العليا في فنزويلا توقيف زعيمين معارضين بانتهاكهما شروط إخضاعهما لإقامة جبرية، واتهمتهما بمحاولة الفرار. والزعيمان ليوبولدو لوبيز وأنطونيو ليديزما يخضعان لإقامة جبرية في منزليهما، الأول لدوره في قيادة احتجاجات ضد الرئيس نيكولاس مادورو عام 2014، والثاني لاتهامه بالتخطيط لانقلاب. ولوبيز يقود حزباً معارضاً وليديزما رئيس سابق لبلدية كراكاس، ودعيا مواطنيهما إلى الانضمام لاحتجاجات على انتخاب «جمعية تأسيسية» الأحد الماضي، تحظى بصلاحية صوغ دستور جديد وحلّ البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة. وكتبت ليليان تينتوري، زوجة لوبيز، على موقع «تويتر» أن «الديكتاتورية خطفت ليوبولدو من منزلي الساعة 12:27 صباحاً». ووضعت رابطاً لتسجيل مصوّر يُظهر لوبيز أثناء اقتياده إلى سيارة عليها شعار جهاز الاستخبارات الفنزويلي. وحمّلت فانيسا ليديزما مادورو مسؤولية ما حدث لوالدها، وكتبت على «تويتر»: «أخذه جهاز الاستخبارات». ووضعت تسجيلاً مصوراً لعملاء استخبارات وهم يعتقلون ليديزما مرتدياً ملابس النوم. وأكدت المحكمة العليا الفنزويلية توقيف الزعيمين المعارضين، مشيرة الى سجنهما بحجة انتهاكهما شروط اقامتهما الجبرية. وأضافت ان لوبيز وليديزما نُقلا من منزليهما فجر أمس بعدما أفادت «مصادر استخباراتية رسمية» بوجود «خطة فرار» تطاول الرجلين. واشارت الى منع لوبيز من المشاركة في أي نشاط سياسي، والى حظر على تحدّث ليديزما إلى وسائل الإعلام. وكان مادورو سخر من عقوبات فرضتها عليه واشنطن، بعد انتخاب الجمعية التأسيسية التي تعتبرها المعارضة انقلاباً دستورياً، علماً أن صدامات رافقت تنظيم استفتاء على إقرارها، أوقعت 10 قتلى، ما يرفع حصيلة القتلى بعد اندلاع الاحتجاجات قبل 4 شهور الى أكثر من 120. وهتف مادورو أمام حشد من أنصاره: «لا أتلقى أوامر من الإمبراطورية. احتفظ بعقوباتك يا دونالد ترامب. في الولاياتالمتحدة ممكن أن تصبح رئيساً بثلاثة ملايين صوت أقل من منافسك. يا لها من ديموقراطية هائلة!» ويشير بذلك الى تفوّق المرشحة الديموقراطي هيلاري كلينتون على ترامب بنحو 2.9 مليون صوت، في انتخابات الرئاسة الأميركية. واعتبر مادورو أن عقوبات فرضتها واشنطن على كراكاس تعكس «يأس» ترامب و«كراهيته» للحكومة الفنزويلية. وكان مكتب إدارة الأصول الأجنبية في وزارة الخزانة الأميركية أعلن أن العقوبات تشمل تجميد كل أصول مادورو الخاضعة للولاية القانونية الأميركية، وحظر تعامل الأميركيين معه. وقال مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض الجنرال هربرت ماكماستر: «مادورو ليس مجرد زعيم سيء، اذ بات ديكتاتوراً الآن. الخطوات الأخيرة، وبلغت ذروتها بالاستيلاء على السلطة المطلقة أمس (الأحد)، عن طريق تصويت مخزٍ على الجمعية التأسيسية، تشكّل ضربة خطرة جداً للديموقراطية في منطقتنا».