يستعد أكراد سورية لإجراء أول انتخابات في مناطق سيطرتهم في شمال البلاد الشهر المقبل، عبر عقد سلسلة اجتماعات لممثلين محليين لتعريفهم بآلية الاقتراع ومراحل الانتخاب، وفق ما أوضحت مسؤولة السبت لوكالة «فرانس برس». ومن المقرر أن يجري الأكراد انتخابات على ثلاث مراحل تبدأ في 22 أيلول (سبتمبر). ومن المعروف ان تركيا تعارض قيام اي كيان كردي شبه مستقل في شمال سورية بالقرب من حدودها الجنوبية. وقد عززت تركيا في الفترة الأخيرة قواتها العسكرية على الحدود مع سورية. وقالت الرئيسة المشتركة للمجلس التأسيسي للنظام الفيديرالي هدية يوسف ل «فرانس برس» على هامش مشاركتها في اجتماع عقد أمس، في مدينة القامشلي (شمال شرق) بمشاركة ممثلين عن أحزاب كردية وعربية وسريانية وغيرها «نقوم خلال هذه الفترة بشرح العملية الانتخابية بحيث نعقد اجتماعات مع المجالس (المحلية) والمكونات (الاجتماعية)» لتوضيح مسار الآلية الانتخابية. وفي آذار (مارس) 2016، أعلن الأكراد النظام الفيديرالي في مناطق سيطرتهم في شمال سورية، وقسموها الى ثلاثة أقاليم هي الجزيرة (شمال شرق) والفرات (شمال وسط) وعفرين (شمال غرب). وفي المرحلة الأولى، سيتم انتخاب الرئاسات المشتركة (كل رئاسة تضم رجلاً وامرأة) لما يطلق عليه «الكومونات» أي الأحياء. وفي المرحلة الثانية في الثالث من تشرين الثاني (نوفمبر) يتم انتخاب مجالس محلية للنواحي والمقاطعات التي يتألف منها كل إقليم. ويصار في المرحلة الثالثة والنهائية في 19 كانون الثاني (يناير) الى انتخاب «مؤتمر الشعوب الديموقراطية» لكل إقليم من الإقاليم الثلاثة التي ستتمتع بصلاحيات تشريعية محلية. كما سيتم في اليوم نفسه انتخاب «مؤتمر الشعوب الديموقراطية» العام الذي سيكون بمثابة برلمان عام على رأس مهماته تشريع القوانين ورسم السياسة العامة للنظام الفيديرالي. وتشرح اليوسف أن لمجالس شعوب الأقاليم «صلاحيات ضمن حدود الإقليم وسن القوانين في ما يتعلق به على ألا يتعارض ذلك مع قوانين مؤتمر الشعوب الديموقراطية الذي له «السلطة الأعلى» ويضم ممثلين عن الأقاليم الثلاثة. ويتم انتخاب أعضاء المجالس المحلية (مجالس المرحلتين الأولى والثانية) كل سنتين، فيما حددت مدة ولاية مؤتمرات الشعوب بأربع سنوات. وستشرف «المفوضية العليا للانتخابات» على سير عملية الاقتراع، وفق اليوسف التي أوضحت «دعونا المجتمع الدولي للاشراف والمجيء الى شمال سورية وحضور الانتخابات». وكان الأكراد أقروا في 30 كانون الأول (ديسمبر) الماضي دستوراً للنظام الفيديرالي اطلقوا عليه «العقد الاجتماعي»، كما وضعوا قانوناً للانتخابات يحدد سن الاقتراع ب18 سنة. وأكدت اليوسف أن الهدف من النظام الفيديرالي، الذي تعارضه الحكومة والمعارضة السورية على حد سواء، ليس تقسيم سورية. وقالت: «نظامنا فيديرالي على المستوى الجغرافي ولا يهدف الى تقسيم سورية»، مضيفة «الاعتراضات التي تخرج من قبل النظام والأطراف المعارضة تقول انهم ليسوا مع تقسيم سورية ونحن أيضاً لسنا مع تقسيم سورية». تعزيزات تركية من جهة اخرى، وصل إلى ولاية كليس جنوبتركيا، رتل من شاحنات النقل العسكرية، محملة بالدبابات والمدافع، كتعزيزات إضافية للوحدات المتمركزة على الحدود السورية. وقالت وكالة «الأناضول» أن موكبا يضم 10 شاحنات نقل عسكرية كبيرة، وصل إلى كليس، ثم توجه نحو الحدود السورية في قضاء إصلاحية التابع لولاية غازي عنتاب. وذكرت الوكالة، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن الشاحنات أُرسلت وسط تدابير أمنية مشددة، وستعمل على تعزيز الوحدات المتمركزة على الحدود. وتعزز القوات التركية باستمرار وجودها في ولاية كليس عند الحدود مع سورية.