اعلن رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ان الحزب يسعى الى قيام اقليم كردي مستقل في اطار سورية فيدرالية، لافتاً الى ان لجنة تعد دستوراً لهذا الاقليم. وقال مسلم الموجود حالياً في اوروبا للمشاركة في 22 كانون الثاني (يناير) في مؤتمر «جنيف 2» حول تسوية الازمة السورية ان «منطقة كردستان (السورية) ستقسم الى ثلاث محافظات تتمتع بحكم ذاتي: كوباني (عين العرب في الوسط) وعفرين (في الغرب) والقامشلي (في الشرق). ليس الهدف الانشقاق، لكن الاكراد يطالبون بنظام فيدرالي في سورية». وأجريت المقابلة مع مسلم باللغة الكردية، وقام ممثلون للأكراد في مدينة مرسيليا في جنوب شرقي فرنسا بترجمتها الى الفرنسية. وأعلنت احزاب كردية في شمال شرقي سورية في 12 تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عزمها اقامة ادارة محلية انتقالية بعد احراز تقدم ميداني في مواجهة المجموعات الجهادية التي تقاتل نظام الرئيس بشار الاسد. وأضاف مسلم ان هذا الامر لا يعني «تشكيل حكومة مستقلة، لكن تم تعيين 19 شخصية في تموز (يوليو) الماضي مهمتها إعداد دستور وقانون انتخابي وتحديد كيفية ادارة المنطقة»، موضحاً ان «هذه اللجنة انهت عملها وسيتم قريباً تحديد موعد لإجراء انتخابات» على ان تشارك فيها كل المكونات الكردية في المنطقة. وتابع: «حين طردنا قوات النظام (السوري) تعرضنا لهجمات الجهاديين الذين ارسلتهم الدولة التركية ودعمتهم. المعارك مع الجهاديين بدأت في تشرين الثاني 2012 وهي متواصلة». ويمثل الاكراد 15 في المئة من سكان سورية البالغين نحو 23 مليوناً. وينتشرون على طول الحدود مع تركيا في شمال سورية وشمالها الشرقي. وقال مسلم ايضاً: «تلقينا المساعدة من شعبنا ومن الاكراد العراقيين والرئيس العراقي (الكردي جلال طالباني) وحزب العمال الكردستاني» بزعامة عبدالله اوجلان الذي يخوض تمرداً ضد سلطات انقرة. ونفى في شدة ان يكون هدف الاكراد افراغ منطقتهم من السكان العرب، وقال: «هناك حولنا من عشنا معهم دائماً ونقاتل الى جانبهم. اننا ندافع عن الأخوة بين الشعوب». لكنه استدرك قائلاً: «هناك من لا مكان لهم (بين الاكراد)، العرب الذين اتوا من الخارج، من بلدان اخرى او من المنطقة، الجهاديون الذين احرقوا منازلنا وقتلوا اكراداً». وتابع: «هناك في النهاية العرب الذين جاء بهم حافظ الاسد (الرئيس السوري الراحل) قسراً الى كردستان اعتباراً من 1974 بهدف تعريب المنطقة. انهم ضحايا النزوح. ندعو الى حل سلمي لهؤلاء السكان: من يستطيعون العودة الى مناطقهم الاصلية فليفعلوا، اما الآخرون فيمكنهم العيش بسلام مع الاكراد».