حقق الحزب الاشتراكي الديموقراطي الألماني فوزاً كاسحاً في الانتخابات التي أجريت الأحد في ولاية هامبورغ شمال البلاد ستمكنه للمرة الأولى من أن يحكم فيها وحده خلال السنوات الأربع المقبلة. وعلى رغم أن اللجنة الرسمية المشرفة على انتخابات برلمان الولاية لم تعلن أمس سوى «النتائج غير النهائية» بسبب النظام المعقد المعتمد فيها لحساب الأصوات، فمن المؤكد حصول الاشتراكيين على أغلبية مطلقة في البرلمان المحلي تقدر ب 62 نائباً من أصل 122 نائباً بعد حصوله على 48.3 في المئة من الأصوات. وفي المقابل تعرض الحزب الديموقراطي المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنغيلا مركل لهزيمة قاسية في هذه الانتخابات بعد حكم استمر أكثر من تسع سنوات. وخسر الحزب نصف أصواته تقريباً فحصل على 20.9 من أصل 42.6 في المئة فقط من أصوات الناخبين، وهي الأقسى له في المدينة منذ الحرب العالمية الثانية. واعترفت مركل أمس بالخسارة المرة لحزبها، إلا أنها اعتبرت أن أسبابها محلية فقط. ونال حزب الخضر الذي كان يتشارك الحكومة المحلية مع المسيحيين قبل أن يستقيل منها أخيراً إثر خلافات حادة بينهما، 11 في المئة من الأصوات فيما حصل الحزب الليبرالي على 6.6 في المئة وحزب اليسار على 6.4 في المئة. وستكلّف خسارة حزب مركل في هامبورغ حكومتها المسيحية - الليبرالية في مجلس اتحاد الولايات الألمانية ثلاثة مقاعد بحيث تصبح عاجزة عن تمرير القوانين التي يسنّها البرلمان الاتحادي دون التوافق مع الحزب الاشتراكي. وعلى رغم أن للخسارة في هامبورغ خصائص محلية كثيرة، إلا أنها تعكس أيضاً في رأي عدد من المراقبين السياسيين تململاً شعبياً من حكومة مركل على المستوى الوطني ونكسة نفسية لأنصارها، بخاصة أن انتخابات هامبورغ تفتتح هذه السنة سبع جولات انتخابية مقررة في سبع ولايات من 16.