تحولت مراسم جنازة فتى قتل برصاص الشرطة الفيليبينية إلى أكبر تظاهرة حتى الآن ضد حرب الرئيس رودريغو دوتيرتي الدامية على المخدرات، وسط مطالبة آلاف الفيليبيين اليوم (السبت) بوقف عمليات القتل خارج القانون. وأدى مقتل الشاب كيان ديلوس سانتوس (17 عاماً) الاسبوع الماضي، إلى احتجاجات نادرة ضد حملة دوتيرتي لمكافحة المخدرات، المثيرة للجدل، ولكنها تحظى بتأييد شعبي. وقال المنتقدون إنها تبرز انتهاكات رجال الشرطة في تطبيق تلك الإجراءات. وأعلنت الشرطة منذ بدء ولاية دوتيرتي قبل 14 شهراً، قتل 3500 شخص في عمليات مكافحة المخدرات، فيما قتل آلاف آخرون في جرائم مرتبطة في المخدرات، وفي ظروف غامضة. ويحظى دوتيرتي وخطته بتأييد غالبية كبيرة من الفيليبنيين المستائين من ارتفاع نسبة الجرائم وبطء النظام القضائي، بحسب استطلاعات وطنية. لكن مقتل الشاب ديلوس سانتوس هيمن على وسائل الإعلام وأثار سخطاً شعبياً. وقالت الشرطة إن الشاب كان ينقل مخدرات واطلق عليهم النار أثناء محاولته مقاومتهم. غير أن مشاهد التقطتها كاميرات مراقبة تظهر شرطيين يقومان بجر الفتى الذي يكن مسلحاً قبل لحظات على قتله. ونزل حوالى ثلاثة آلاف شخص بينهم زملاء المدرسة وجيران وراهبات وكهنة ونشطاء في مجال حقوق الانسان، إلى الشارع تحت سماء ملبدة بالغيوم بعد مراسم عزاء في منزل أسرته، استنكاراً لمقتله، بحسب مصور لوكالة «فرانس برس». وقال الكاهن روبرت رييس، الذي أحيا مع كهنة آخرين قداساً عن روح الفتى اليوم، إن «كيان هو اسم ووجه الحقيقة. لا يجب أن نسمح للحقيقة بأن تموت بمقتل كيان». وكان دوتيرتي وعد بمحاكمة القتلة. وعبرت المسيرة ببطء شوارع ضيقة وحمل المشاركون فيها لافتات كتب عليها «أوقفوا قتل الفقراء» و«العدالة لكيان» و«إعادة تأهيل لا اضطهاد». وتوقفت المسيرة لفترة وجيزة للصلاة أمام مركز للشرطة، حيث يعمل الشرطيون الثلاثة الذين اعتقلوا الفتى. وتم وقفهم من الخدمة منذ الحادث. وبعد إعلانهم ن ديلوس سانتوس متورط في تجارة المخدرات، قالت الشرطة امام لجنة تحقيق الخميس أنها قرأت عن علاقته المزعومة بالمخدرات على وسائل التواصل الاجتماعي بعد وفاته. وأظهر تشريح للجثة أجرته الشرطة أن الفتى قتل برصاصتين في الرأس، فيما كان منطرحاً أرضاً. وقالت «منظمة العفو الدولية» في تقرير نشر في شباط (فبراير) الماضي، إن الشرطة الفيليبينية قتلت اشخاصاً عزّلاً وفبركت أدلة ودفعت الأموال لمجرمين لقتل مدمنين على المخدرات، وسرقت ما كان في حوزة القتلى أو أقارب الضحايا. وأضاف التقرير أن عناصر الشرطة يتلقون دفعات مالية من رؤسائهم لقتل مشتبه بهم، ووثقت ضحايا منهم من لم يتجاوز ثماني سنوات.