واصلت القوات العراقية تقدمها وسط مدينة تلعفر، وبدأت تخوض معارك في الأحياء السكنية، ما يشكل خطراً على المدنيين الذين يفرون بالمئات إلى مناطق أكثر أمناً في انتظار نقلهم إلى مخيمات النزوح قرب الموصل. وأفاد بيان ل «خلية الإعلام الحربي» بأن «جهاز مكافحة الإرهاب حرر حي النداء ورفع العلم الوطني فوق مبانيه واقتحم حي الطليعة». وقال قائد «عمليات قادمون يا تلعفر» الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله في بيان أن «لواء المشاة الآلي 36 الفرقة المدرعة التاسعة والحشد الشعبي، حررا حي الخضراء من دنس عصابات داعش الإجرامية، وتمكنا من الاتصال مع الابساتين، حيث قوات مكافحة الإرهاب». وأفاد المقدم عبدالسلام الجبوري أن «الفرقة الخامسة عشرة والحشد الشعبي تمكنا من تحرير مركز ناحية المحلبية بالكامل، في هجوم خاطف ومحكم، وتجري عمليات التطهير والبحث عن جيوب محتملة لعناصر داعش، وتم أيضاً تحرير قرية مشيرفة المتاخمة ومساحات شاسعة في محيطها». إلى ذلك، أكد قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت في بيان أن قواته «استعادت السيطرة على 80 في المئة من حي سعد»، مشيراً الى انها «رفعت العلم على مبانيه». وأعلنت «هيئة الحشد الشعبي» في بيان أن «اللواء 11 سيطر على مركز قيادة الإعلام الحربي لداعش قرب القلعة»، مؤكداً أن «اللواء سيطر أيضاً على معمل لتفخيخ وتصفيح السيارات، كما حررت منطقة الغابات، جنوب شرقي القضاء بعد اشتباكات عنيفة». ولإعاقة تقدم مئات الجنود والمقاتلين على الجبهة، سد التنظيم الشوارع بشاحنات وسواتر ترابية، وتمركز قناصته على أسطح المباني وأطلق مدافعه. وباتت المعارك تدور في المناطق السكنية. وكان الناطق باسم «الحشد» النائب أحمد الأسدي أكد وقوع «انهيارات كبيرة لدى الدواعش الذين أخلوا معظم خطوط الصد التي وضعوها وهربوا الى مركز القضاء». وقال العقيد منذر عابد أن «معنوياتنا مرتفعة. نواجه الإرهابيين ونخرق خطوطهم وندمر ترسانتهم». ويزرع التنظيم خلال تراجعه الألغام والمفخخات ويشن عمليات انتحارية لإيقاع أكبر الخسائر في صفوف القوات العراقية مثلما حدث في الموصل والمدن الأخرى التي طرد منها. وأكد الجيش اكتشاف أنفاق حفرها التنظيم. وقدر عدد المدنيين المحاصرين في المدينة بثلاثين ألفاً. وأعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين أنها تخشى أن يستخدم الإرهابيون العائلات دروعاً بشرية. وقال الناطق باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك إنهم «يقتلون من يحاول الهرب». تعمل الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة على إعداد مخيمات لاستقبال «الفارين عبر المنطقة الصحراوية في درجات حرارة تصل إلى 43 مئوية في المتوسط، ويسيرون أحياناً أكثر من عشر ساعات، ما يعرضهم للإصابة بالجفاف الحاد». وتشكل معركة تلعفر محطة مهمة في الحرب على «داعش»، سواء في العراق أو في سورية.