اقتحمت القوات العراقية أمس وسط مدينة تلعفر من ثلاثة محاور وسيطرت على حيين، وعلى المزيد من القرى القريبة. وتلقت دعماً أميركياً، إذ أكد وزير الدفاع جيمس ماتيس الذي وصل إلى بغداد أمس، أن واشنطن مستمرة في تقديم المساعدة إلى العراق لفرض سيادة الدولة على كل البلاد، فيما أعلنت منظمة دولية قلقها على حياة المدنيين المحاصرين، في ظل نقص حاد في الغذاء والماء. وتظهر خريطة نشرتها خلية «الإعلام الحربي» لنتائج اليوم الثالث من المعركة تقدم قوات الشرطة الاتحادية و «الحشد الشعبي» من الجهة الشمالية الغربية ووصولها إلى أول الأحياء، وتوغل قوات جهاز مكافحة الإرهاب من الجهة الجنوبية الغربية، واقتحام «الحشد» منطقة الجزيرة في المحور الجنوبي، بينما تتولى قطعات الجيش محورين من الجهتين الشمالية والجنوبية. وأعلنت قوات «الحشد» في بيان «سيطرة اللواءين 11 و2 وقطعات الفرقة التاسع على حي النور جنوب شرقي المدينة، كما تمكن اللواء 11 وفرقة الرد السريع وقطعات من الجيش من تحرير حي الكفاح بالكامل في المحور الشمالي الغربي، وشرع الجهد الهندسي التابع للحشد بفتح ساتر حول الحي لتحصينه ضد المفخخات، كما طوقت الحي العسكري من المحور الشرقي وتم كسر خط الدفاع الأول». وأشارت إلى أن «اللواء 17، بإسناد قطعات الجيش تمكن من تحرير قرية الطينية جنوب شرقي ناحية المحلبية، كما أن اللواءين 11 و26 والفرقة المدرعة التاسعة في الجيش اقتحمت حي الخضراء من الجهة الجنوبيةالشرقية، وتم قتل 10 إرهابيين واثنين من أخطر قناصي التنظيم، وتفجير عربة مفخخة يقودها انتحاري، وأصبحت على مقربة 300 متر من مركز تلعفر، وقد باشرت كتيبة صواريخ اللواء 11 بدك معاقل عصابات داعش فيه». وتابع البيان أن «ألوية الحشد الشعبي 2 و10 و53 بالاشتراك مع قطعات الرد السريع حررت، منطقة حسين إدريس وتمركزت في مستشفى الحسين داخل تلعفر على مقربة من السايلو من الجهة الغربية، كما تم تحرير قرية ترمي بالكامل»، وجاء ذلك بعد وقت قصير على إعلان قيادة العمليات «تحرير قرى طشتية وتل السمن وتقاطع الكسك ومصفاة النفط في الكسك، من قبل فرقة المشاة 16». وأكدت استخبارات الحشد أن «داعش يحاول الدفع بالانتحاريين والانغماسيين لعرقلة تقدم القوات في المحور الغربي، لكنه يعاني تخبطاً كبيراً ويحرق إطارات السيارات لحجب الرؤية، وأغلب عناصره يهربون صوب مركز المدينة». إلى ذلك، أكدت مديرية الإعلام في فرقة الرد السريع «وصول قواتها إلى منطقتي ملا جاسم والكفاح الشمالي بعد فتح محور الشمال الغربي، وتمكنت من قتل 15 داعشياً وتفكيك دور سكنية مفخخة وتفجير 12 عبوة ناسفة». وألقت الطائرات العسكرية العراقية «مئات الآلاف من المنشورات في المدينة تحض السكان على الابتعاد عن مواقع التنظيم، وتدعو عناصره إلى الاستسلام»، وفي المقابل «أشعل التنظيم عدداً من آبار النفط لحجب الرؤية عن الطائرات المهاجمة». من جهة أخرى، سيجري ماتيس خلال زيارته محادثات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي وكبار المسؤولين العراقيين، إضافة إلى رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني. وقال قبل الزيارة إن «تركيزنا حالياً هو على إلحاق الهزيمة بداعش داخل العراق، وإعادة فرض السيادة ووحدة أراضيه». وأضاف إن «أيام داعش معدودة بالتأكيد، لكن الأمر لم ينته بعد ولن ينتهي قريباً». وأضاف أن معركة الموصل «كلفت القوات العراقية أكثر من ستة آلاف جريح و1200 قتيل». لكن على رغم ذلك، استعادت تلك القوات الثقة بعدما فقدتها بعد انهيارها في نينوى عام 2014. وشدد على أن استعادة الموصل ما كانت لتحدث «لولا ثبات رئيس الوزراء العبادي في إعادة تشكيل هذا الجيش الذي كان مشتتاً». وأوضح أن محادثاته ستركز على المسار المستقبلي، لا سيما كيفية المحافظة على العراق ومنع وقوع انقسام سياسي جديد والحد من نفوذ إيران المجاورة، بعد سنوات وقف العراقيون فيها صفاً واحداً في محاربة الإرهاب. وفر الآلاف من تلعفر منذ أن بدأت المعركة وما زال الآلاف عالقين فيها، على ما أفادت المنظمة الدولية للهجرة التي أكدت وصول أكثر من ثلاثة آلاف شخص إلى مركزي استقبال للحالات الطارئة ومعظمهم لا يحمل سوى بعض الملابس. وأوضحت أنها استقبلت 1500 عائلة أو تسعة آلاف فرد في مخيم حمام العليل خلال الأسبوع الماضي، وتستعد لاستقبال نحو ثلاثين ألفاً خلال الأيام المقبلة. كان نحو 200 ألف يقيمون في تلعفر قبل سيطرة الإرهابيين عليها ولكن لا يعرف عدد سكانها اليوم. ولم تتمكن منظمات الإغاثة من الوصول إليهم منذ 2014.