تتقدم القوات العراقية المشتركة أمس باتجاه وسط مدينة تلعفر، أحد آخر معاقل تنظيم داعش الإرهابي في العراق، في حين تستعد منظمات الإغاثة لتدفق النازحين الهاربين من المعارك. وحررت مدرعات الجيش ووحدات من القوات أحياء الكفاح والنور والعسكري، ولإعاقة تقدم مئات الجنود والمقاتلين على الجبهة، سد التنظيم الإرهابي الشوارع بشاحنات وبسواتر ترابية في حين تمركز قناصته على أسطح المباني وأطلق فوهات مدافعه. وقالت المفوضية العليا للاجئين إنها تخشى أن يستخدم الإرهابيون العائلات دروعاً بشرية. وقال المتحدث باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك إنهم قد يقتلون من يحاول الهرب. وتعمل الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة على إعداد مخيمات لاستقبال الأهالي "الفارين عبر المنطقة الصحراوية في درجات حرارة تصل إلى 43 درجة مئوية في المتوسط، ويسيرون أحياناً لأكثر من عشر ساعات، وهو ما يعرضهم للإصابة بالجفاف الحاد"، وفق ما أكد مسؤول مجلس اللاجئين الهولندي فيرين فالكاو. وبدأت المعركة الجديدة فجر الأحد بعد أكثر من شهر من طرد التنظيم من الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، إثر تسعة أشهر من المعارك الدامية. ولكن قادة المعركة يتوقعون سرعة الحسم في تلعفر الواقعة على بعد نحو 70 كلم إلى الغرب من الموصل على الطريق إلى الحدود السورية. ويتبع التنظيم خلال تراجعه تكتيك الألغام والمفخخات والعمليات الانتحارية بهدف إيقاع أكبر الخسائر في صفوف القوات العراقية مثلما حدث في الموصل والمدن الأخرى التي طرد منها. وذكرت القوات العراقية أنها اكتشفت أنفاقاً حفرها التنظيم لمباغتة القوات أو الهرب. ويقدر أن نحو ثلاثين ألف مدني عالقون في المدينة. وألقت طائرات خلال الليل على الأحياء المطوقة منشورات تدعو المدنيين إلى وضع علامات على المنازل التي يحتلها الإرهابيون. إلى ذلك، قتلت القوات المشتركة انتحاريين اثنين يرتديان حزامين ناسفين في منطقة أبي غريب غربي بغداد، حاولا استهداف قوة أمنية.