أعلنت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أمس (الأربعاء) أن الفايروس التاجي (كورونا) المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية لا يعتبر «حال طوارئ دولية، وإن كان يمثل مصدر قلقٍ خطرٍ»، ما عدّه خبراء تثميناً للجهود السعودية الرامية لكبح انتشار العدوى بالفايروس المذكور. وفيما أعلنت وزارة الصحة السعودية أمس تشخيص 16 إصابة وحدوث خمس وفيات خلال الساعات ال24 الماضية، قالت السلطات الصحية في هولندا أمس إنها احتجزت في المستشفى أول إصابة لمواطن هولندي عاد لتوه من السعودية. وفي ولاية فلوريدا الأميركية ذكرت السلطات الصحية أن أعراض «كورونا» ظهرت على ممرضين اختلطا بمصاب أميركي، وهو الحالة الثانية في الولاياتالمتحدة. وقالت منظمة الصحة العالمية، إثر اجتماع طارئ عقدته أول من أمس، إن فايروس كورونا لا يعتبر حال طوارئ صحية عالمية، على رغم الارتفاع الأخير في عدد المصابين. وأضاف بيان أعقب الاجتماع الطارئ الذي استمر خمس ساعات الثلثاء في مقر المنظمة في جنيف، أن خطورة وضع متلازمة الشرق الأوسط التنفسية زادت من حيث تأثيرها في الصحة العمومية، لكن لا يوجد دليل على انتقال الفايروس من إنسان إلى آخر بصفة منتظمة. وأوضح أنه «بسبب ذلك، فإن شروط إعلان «حال طوارئ دولية تستدعي قلقاً دولياً» لم يتم استيفاؤها. وقال المدير العام المساعد للمنظمة للأمن الصحي كيجي فوكودا أمس إن السبب الرئيس وراء ذلك هو أنه على رغم ارتفاع عدد الإصابات، إلا أنه ليست ثمة دلائل على انتقال عدوى الفايروس بسهولة من إنسان لآخر. وفي فلوريدا، بدأت أعراض مشابهة لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في الظهور على عاملين اثنين في قطاع الصحة في مستشفى بولاية فلوريدا اختلطا بمريض مصاب ب«كورونا»، ما أثار مخاوف في شأن قدرة سلطات الصحة في العالم على احتواء هذا الفايروس الغامض والقاتل. وقال مسؤولون في فلوريدا إنهم يراقبون الحال الصحية ل20 عاملاً في القطاع الصحي خالطوا المريض، بمن فيهم طبيب غادر أميركا إلى كندا. كما يحاولون تعقب نحو 100 شخص ربما يكونون تعاملوا مع المريض في منشأتين طبيتين زارهما في أورلاندو. وقال الدكتور كفين شرين مدير الإدارة الصحية لمقاطعة أورانج: «هذا ليس آخر ما سنراه. سنرى المزيد من الحالات تأتي إلى مجتمعنا. للأمانة يجب على وحدات الطوارئ كافة في الولاياتالمتحدة أن تعتاد على متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، وتعمل على التأكد من تطبيق الإجراءات اللازمة». ويقول خبراء في هذا المرض إنه أصبح من الضروري على المستشفيات أن تسأل أي شخص يذهب إليها وتظهر عليه أعراض الحمى أو مشكلات في التنفس عما إذا كان سافر أخيراً إلى السعودية. وقال الدكتور أميش أدلجا من المركز الطبي لجامعة بيتسبرج: «من المهم جداً السؤال عن سجل السفر». وفي أمستردام، قال مسؤول صحي في هولندا إنه تم نقل رجل عائد من السعودية إلى المستشفى لإصابته بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وذكر متحدث باسم المعهد الوطني للصحة العامة أمس (الأربعاء) أن الرجل نقل إلى مستشفى في لاهاي، وهذه هي أول إصابة معروفة لمواطن هولندي.