قطع وزير الصحة المكلف المهندس عادل فقيه أمس (الثلثاء) بأن الإبل هي المصدر «الأساسي» لانتقال الفايروس التاجي (كورونا)، المسبب لمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وحذّر فقيه من أن إنتاج لقاح للوقاية من «كورونا» سيستغرق الكثير من الوقت. وفيما لم تورد وزارة الصحة على موقعها الإلكتروني أمس بياناً في شأن عدد الإصابات والوفيات الجديدة، توفي أول من أمس استشاريان في جدة من جرّاء الفايروس المذكور، أحدهما استشاري أنف وأذن وحنجرة، والآخر استشاري في الغدد الصماء والسكري. وفيما أعلنت السلطات الصحية في أورلاندو، بولاية فلوريدا الأميركية، أمس أن ممرضين خالطا أميركياً تم تشخيص إصابته ب«كورونا» طلب منهما البقاء في منزليهما أسبوعين يخضعان خلالهما للمراقبة، لم تتضح نتيجة اجتماع طارئ عقده أمس خبراء الأمراض المُعدية في مقر منظمة الصحة العالمية في جينيف لبحث ما إذا كان «كورونا» يشكل «حال طوارئ صحية تستدعي قلقاً دولياً». (للمزيد). وأفادت تقارير بأن 495 شخصاً أصيبوا بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية في السعودية وحدها، توفي 152 مريضاً منهم، وانتشر الفايروس في أنحاء المنطقة، وظهرت حالات متفرقة في أوروبا وآسيا والولايات المتحدة. وبلغ معدل الوفيات حوالى 30 في المئة من المصابين. ومن المقرر أن يكون الخبراء المجتمعون في مقر المنظمة التابعة للأمم المتحدة بحثوا أمس في ما إذا كانت الحالات المكتشفة في السعودية تدعو مع الانتشار الدولي الأوسع للحالات المتفرقة، إلى ضرورة تصنيف المرض كحال طوارئ دولية. وتعرِّف قواعد منظمة الصحة العالمية حال الطوارئ بأنها حدث غير عادي يشكل خطراً للدول الأخرى الأعضاء في المنظمة، من خلال انتشار المرض دولياً، ما يتطلب رداً دولياً منسقاً. وقال المدير العام المساعد للأمن الصحي في منظمة الصحة العالمية كيجي فوكودا إن المنظمة ستعقد مؤتمراً صحافياً في وقت لاحق أمس لتعلن النتائج التي توصل إليها الاجتماع. وقال وزير الصحة السعودي المكلف المهندس فقيه أمس، إن المعلومات المتوافرة لدى الوزارة تؤكد أن العدوى بفايروس «كورونا» تتم بطريقتين أساسيتين، الأولى من طريق «الإبل»، إذ تمت متابعة بعض هذه الحالات، والتأكد من أن المصدر الأساسي لنقل العدوى هو «الإبل المريضة». ولم يجب فقيه عن سؤال ل«الحياة» عن أن القسم الأكثر معاناة من فايروس «كورونا» هو قسم غسيل الكلى، إضافة إلى أن الأجهزة الخاصة بالغسيل صينية الصنع ورديئة، ما يكشف قصوراً في الخدمات، وفقاً لمصادر تحدثت إلى «الحياة». وذكر أن الطريقة الثانية لانتقال العدوى تتم داخل المستشفى، لعدم توافر ضوابط مكافحة العدوى بشكل دقيق، سواء أكانت من طريق عدم الالتزام بالضوابط المطلوبة في أقسام غسيل الكلى، أم في ضوابط مكافحة العدوى العامة في مناطق الطوارئ. وأشار في مؤتمر صحافي بعد جولة قام بها في مستشفى الملك فهد العام في جدة أمس، إلى أن اللقاح الخاص بفايروس «كورونا» سيستغرق الكثير من الوقت. وأضاف أنه ليست هناك أي مؤشرات في الفترة الحالية إلى توفير اللقاح الخاص بفايروس «كورونا»، مشدداً على أن العمل الذي تقوم به الوزارة في الوقت الحالي هو تكثيف التدريب، للتأكد من تطبيق كل الضوابط التي تقلص فرص انتقال الفايروس داخل المستشفى من مريض إلى آخر. وأوضح أن إجراءات فحوص المعتمرين القادمين من كبار السن لم يتم إصدار أي قرار في شأنها حتى الآن، وسيتم الإعلان عن أي إجراءات في حينه. ولفت إلى أن الوفد الأميركي لا يزال موجوداً في المملكة حتى الآن، وفرق الخبراء ما زالت تتوافد للتعامل مع خطط الوقاية.