دعا حزب الحركة القومية التركية الى اعتبار استفتاء الأكراد على الانفصال عن العراق «سبب لإعلان الحرب» فيما اعتبره رئيس برلمان إقليم كردستان يوسف محمد المعطل «فاقداً للشرعية اذا لم يوافق عليه النواب». ونقلت صحيفة «ديلي صباح» التركية عن زعيم حزب الحركة دولت بهشلي قوله إن «قرار إقليم كردستان إجراء الاستفتاء يمكن لتركيا اعتباره بمثابة سبب للحرب». وأضاف أن حزبه يؤيد الحكومة إذا قررت شن حملة للقضاء على مقاتلي حزب «العمال الكردستاني»، بالتنسيق مع إيران إذا لزم الأمر، منتقداً في الوقت ذاته واشنطن لدعمها وحدات حماية الشعب الكردية التي اعتبرها «الفرع السوري» ل «العمال». إلى ذلك، قال محمد (من حركة التغيير)، في بيان أمس إن «الاستفتاء لن يتمتع بالشرعية، إذا لم تتم مناقشته تحت قبة البرلمان. وأكد أن «إنشاء الدولة الكردية المستقلة قضية وطنية ينبغي أن تتسبب بتقارب مختلف القوى لا بتفريقهم وتقسيمهم الى جبهتين متناقضتين». وتوقف برلمان إقليم كردستان عن العمل نهاية 2015 بقرار من حزب الاتحاد الديموقراطي، بزعامة مسعود بارزاني، يمنع رئيسه الذي ينتمي الى «التغيير» من دخول أربيل، إثر خلاف على صلاحيات رئيس الإقليم. من جهة أخرى، دعا عادل مراد، سكرتير المجلس المركزي لحزب «الاتحاد الوطني الكُردستاني»، بزعامة رئيس الجمهورية السابق جلال طالباني، في بيان القيادة الكردية الى «الاعتراف بفشلها»، مشيراً الى أن «الاستقلال لا يمكن تحقيقه برد الفعل والمزاج الشخصي للقادة». ووصفها (أي القيادة الكُردية) ب «عدم الفهم وقلة الخبرة والغطرسة». واتهمها بأنها «لا تسمح للأكراد باتخاذ قرار يتعلق بمصيرهم»، وحذر من أن «المكاسب الكردية التي تحققت خلال السنوات الماضية تواجه خطر الانهيار»، مؤكداً أن «قضية الاستقلال وبناء الدولة، تحولت الى ميدان لتجربة الحظ» وتابع أن «قادة الأكراد لا يفهمون أو يتجاهلون حقيقة أن الاستقلال لا يمكن تحقيقه بالمزاج الشخصي ورد الفعل، بل بالبرامج والتنظيم والتماسك الداخلي». وكانت وزارة الخارجية التركية أعربت عن قلقها من مضي إقليم كردستان في إجراء الاستفتاء المزمع إجراؤه في 25 الشهر المقبل. ونقل بيان لرئاسة الإقليم عن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو الذي زار أربيل أول من أمس قوله إن «الاستفتاء قد يخلق مشكلات ويؤثر في استقرار المنطقة»، وأكد أن أنقرة «مع حقوق الشعب الكردي، ولكنها تعتقد بأن إجراء الاستفتاء في الوقت الحاضر قد يخلق مشكلات. وأبلغ بارزاني رفض بلاده الاستفتاء، وأبدى الاستعداد «للمشاركة في أي وساطة دولية لحل المشكلات بين بغداد وأربيل». وقال بارزاني خلال لقائه الوزير التركي إن «قرار شعب كردستان حق ديموقراطي وسلمي وطبيعي له، والاستفتاء سيكون مانعاً لأي تهديد للمنطقة»، وأكد «أنهم (اي الأكراد) قرروا إجراء الاستفتاء بعد فشل الشراكة في العراق، لذا رأينا أن من الأفضل أن نعيش كجيران جيدين». ولفت الى أن «تجربة الأعوام السابقة، أظهرت أن كردستان كانت عامل استقرار، لذا فإن السلام في المنطقة مهم لشعبنا». وكان المجلس الأعلى للاستفتاء أصدر بياناً أول من أمس تضمن 7 نقاط رئيسية، أبرزها تأكيد استمرار المحادثات مع الحكومة المركزية في بغداد، وتشكيل وفد لتوضيح مسألة الاستفتاء وإرساله الى الدول المجاورة العربية وأوروبا. وشدد على ضرورة «تشكيل لجان لتسريع الإجراءات العملية لإجراء الاستفتاء في موعده المحدد، وأن يكون إعلام وإمكانات الأحزاب مع دعم العملية».